ضربها ورماها من البلكونة.. أسرار ليلة مقتل ربة منزل على يد زوجها في بني سويف
لم يمضِ سوى يومٍ واحد على عودة "آلاء" إلى بيت زوجها في بني سويف، بعد قضائها شهرًا في منزل والدها بسبب خلافات زوجية، حتى انقض عليها زوجها ضربًا بعصا خشبية، ثم ألقاها من شرفة المنزل لتلقى مصرعها بعد فشل الأطباء في إنقاذها.
تفاصيل مثيرة وردت في تحقيقات قضية مقتل ربة منزل على يد زوجها، بمحافظة بني سويف عام 2018.
كانت آلاء، ابنة الثلاثة والعشرين عامًا، أصغر بنات أسرتها الأربع، فقدت والدها وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، درست في المدرسة الفنية الصناعية قسم التفصيل، وتعلمت الخياطة لتُعين نفسها وأسرتها بعد وفاة الأب.
تزوجت آلاء للمرة الأولى، لكنها لم تُرزق بأطفال، وسرعان ما انتهى الزواج برحيل زوجها الأول، حاولت بعدها بناء حياة جديدة، فعملت في محل لبيع "الطرح" بشارع الجبالي في مدينة بني سويف، وهناك التقت بـ"سيد"، الذي يكبرها بـ 10 سنوات، وكان يعمل في محل يملكه والده في الشارع نفسه، أعجب بها وتقدم لخطبتها بعد فترة قصيرة.
لكن فرحة الأسرة لم تدم طويلًا؛ إذ اكتشفوا أن سيد متهم في قضية جنائية وينتظر صدور حكم فيها، وأن له سجلًا من المشاجرات والاضطرابات، حاولت الأسرة فسخ الخطبة، إلا أن الشاب رفض، واقتحم منزلهم في لحظة غضب واعتدى على إحدى شقيقات آلاء، حُررت ضده محاضر لكن تم حفظها.
لاحق الشاب أسرة خطيبته ثم لجأ إلى عم "آلاء" متوسلًا وواعدًا بالاستقامة، ومع إصرار آلاء، رضخت الأم، وتم الزواج في منزل العائلة.
منذ الشهور الأولى، بدأت الخلافات فقد تعدى الزوج على زوجته أكثر من مرة، وكانت تتحمل وتخفي آثار العنف عن أسرتها، ولم تخبر أحدًا بما تعانيه.
أنجبت "آلاء" طفلتها الأولى وسمتها "زينب"، وظنت أن وجود طفلة سيغير زوجها، لكنه لم يفعل، حتى تم إلقاء القبض عليه لتنفيذ حكم قضائي بحقه، وبعد قضاء مدة العقوبة وخروجه من السجن سافر إلى الإسكندرية مصطحبا زوجته وطفلتهما، لكن الخلافات ظلت مستمرة بينهما ولم تنقطع يومًا.
ظل الوضع هكذا حتى طرد "سيد" زوجته من المنزل، واحتجز الطفلة لديه أكثر من شهر، وبعد فترة حاول إرجاع زوجته لكنها لم توافق وأرسلت له بأنها لن تعود، حتى وصل إلى "آلاء" تهديد: "لو ما رجعتيش، هرمي مية نار على وش بنتك".
خافت آلاء على ابنتها، وعادت إلى بيتها، وفي عينيها صمت ثقيل لا يبوح بشيء، وفي فجر اليوم التالي، تلقت الأسرة اتصالًا يخبرهم بأن ابنتهم في المستشفى، بعد "سقوطها من الشرفة".
حين وصلت شقيقتها إلى هناك، وجدت "سيد" ومحاميه وزوج شقيقتها الكبرى، ولم تكن آلاء في وعيها، قالوا إنها سقطت من شرفة المنزل، لكن الطبيب كان أكثر صراحة: "نسبة نجاتها واحد 1% وفي شبهة جنائية".
الأطباء أبلغوا الشرطة التي ضبطت الزوج وبمواجهته اعترف: "ضربتها بخشبة وأغمى عليها، وافتكرتها ماتت فرميتها من البلكونة".
ولإخفاء جريمته، حمل الشاب زوجته إلى المستشفى مدعيًا أنها سقطت من الشرفة، وبعد أيام قليلة، فارقت آلاء الحياة.
حينها تحرر محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسة على ذمة القضية وبعد ذلك جرى إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لمحاكمته فيما نُسب إليه من اتهام بالقتل العمد.