حفيد الإنس الفاعل الحقيقي.. كشف لغز "حرائق الجن" في كفر الشيخ
في قرية صغيرة وادعة تُدعى عقلة القبلية بمركز سيدي سالم، كانت الليالي الأخيرة مختلفة تمامًا، الهدوء المعتاد انقلب فجأة إلى هلعٍ وفوضى.. نيرانٌ تشتعل من العدم فوق أسطح البيوت، وألسنة لهب تلتهم الأخشاب والملابس، دون أن يرى أحد سببًا واضحًا أو فاعلًا ظاهرًا.
الأهالي، وقد أعيتهم الحيرة، لم يجدوا تفسيرًا سوى "الغيب"، ترددت الهمسات والتخاريف في الأزقة الضيقة: "الجن هو السبب.. أحدهم نبش عن الآثار فأغضب الأرواح!".
تضخمت الحكايات، وتحولت قرية عقلة القبلية إلى مسرح لأسطورة مرعبة، صفحات «فيسبوك» اشتعلت مثل بيوت القرية، والمنشورات تتحدث عن “قوى خفية” و”أعمال سفلية” تُشعل الحرائق دون إنذار.
فريق البحث الجنائي بمديرية أمن كفر الشيخ، بقيادة اللواء محمد فوزي، دخل على الخط. ساعات طويلة من التحري والمراقبة، وأسئلة لا تنتهي لسكان المنازل التي طالها اللهيب. حتى قادت الخيوط الرفيعة المحققين إلى مفاجأة غير متوقعة:
الفاعل لم يكن "جنًّا" ولا "قوى خفية" بل حفيد الجد المحترق بيته.. شاب لم يتجاوز السادسة عشرة، اسمه “عبدالله”، حمل في صدره غضبًا مكتومًا من معاملة أسرته، فقرر أن ينتقم على طريقته، ولاعة صغيرة كانت سلاحه، والنار وسيلته لإخراج ما بداخله من حقدٍ ووجع.
أشعل النيران في منزل جده أولًا، ثم في بيوت أقاربه واحدًا تلو الآخر، مستغلًا الخوف الذي بثّه الناس عن “حرائق الجن”، ليمارس انتقامه في صمت، خلف ستار الأسطورة.
لكن النهاية جاءت أسرع مما توقع، ضبطته أجهزة الأمن، وبمواجهته اعترف بكل شيء، كاشفًا أن “الولاعة” التي كانت في جيبه، هي مفتاح اللغز الذي حيّر القرية، وهكذا انتهت أسطورة “حرائق الجن” في عقلة القبلية، لتكشف أن ما خفي لم يكن إلا غضب إنسان، لا قوة غيب.