من المؤبد لتخفيف للحكم.. القصة الكاملة لقضية الطفل ياسين في البحيرة
عاشت أسرة الطفل ياسين أشهرًا طويلة بين الخوف والصمت والبحث عن الحقيقة، قبل أن تجد نفسها أمام محكمة جنايات دمنهور في واحدة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام مؤخرًا، بعد اعتداء مراقب مالي سبعيني، على ابنهم وهتك عرضه داخل دورة مياه مدرسة خاصة.
بدأت الواقعة عندما لاحظت الأم مشاكل صحية لدى طفلها أثناء عملية الإخراج، وكشف الفحص الطبي عن علامات اعتداء جنسي، لتبدأ رحلة ممتدة انتهت بصدور الحكم النهائي في الاستئناف.
كلمة الأم أمام محكمة الجنايات
قدّمت الأم واحدة من أكثر الشهادات تأثيرًا خلال الجلسة، روت تفاصيلها قائلة:"لقيتني غصب عني بطلب الكلام قدام المحكمة، وردّيت على دفاع المتهم من واقع اللي عشته أنا وابني. وشرحت ليه استنيت 15 يوم قبل ما أتحرك، وإزاي كنت بين نارين.. لو اتكلمت هيحصل إيه لابني؟ ولو سكت هعيش إزاي وأنا دافنة حقه؟"
وأضافت أن دفاع المتهم حاول التشكيك في رواية الطفل بادعاء إصابته بـالتوحد أو تأخر دراسي، وانقكاعه عن الدراسة إلا أنها قدّمت مستندات رسمية من المدرسة تثبت تفوقه، فضلًا عن تقرير الحضور الذي يؤكد انتظامه 17 يومًا من أصل 25 يومًا.
حكم أول بالمؤبد
قضت محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شريف عدلي، بالسجن المؤبد للمتهم، وسط وجود كثيف من الأهالي بمحيط المحكمة الذين رفعوا صور الطفل وهتفوا "حق ياسين لازم يرجع" "الإعدام.. الإعدام"
كما منعت المحكمة دخول وسائل الإعلام حفاظًا على سرية الجلسة وصحة الطفل النفسية.
وجاء في حيثيات الحكم أن المتهم "خان الأمانة وتخلّى عن واجبه كأمين ومسؤول داخل المدرسة التي يعمل بها".
تعليق ياسين على الحكم الأول
قال الأب إن ابنه استقبل الحكم بفرحة طفولية وهتف قائلًا: "أنا حبسته.. أنا سبايدر مان.. أنا حبسته"، وأوضح أنه حرص على إخراجه من القاعة قبل النطق بالحكم لتجنيبه ضغوط الموقف.
جلسة الاستئناف
عادت الأسرة إلى أروقة القضاء مرة أخرى عقب استئناف المتهم على الحكم، وبعد سلسلة من الجلسات حكمت محكمة جنايات مستأنف دمنهور، الدائرة الثالثة، والمنعقدة بمحكمة إيتاى البارود، وبعد سلسلة من الجلسات حكمت أمس السبت، بتعديل الحكم الصادر في قضية هتك عرض الطفل ياسين داخل إحدى المدارس الخاصة، والمتهم فيها "ص.ك" المراقب المالي بالمدرسة، إلى السجن المشدد عشر سنوات مع الشغل.
تقول الأم: "ياسين كان مخضوض في القاعة، ولما الناس كبّرت وزغردت سألني: في إيه؟ قولتله ربنا نصرك للمرة التانية".
ورغم تعديل الحكم من مؤبد إلى 10 أعوام مشدد مع الشغل، أكدت الأم رضاها: "إحنا مؤمنين بقضاء ربنا.. وحق ابننا رجع، والولد هيكمل حياته ويرجع مدرسته".