الذكرى الـ38 لتأسيس حماس.. الضفة الغربية تحت وطأة الانهيار وثقل الأسئلة المأساوية

الذكرى الـ38 لتأسيس
الذكرى الـ38 لتأسيس حماس.. الضفة الغربية تحت وطأة الانهيار و

بينما تحيي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الأحد 14 ديسمبر الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسها، يتجاوز المشهد في الضفة الغربية مجرد الفعاليات السياسية ليطرح أسئلة وجودية ثقيلة ومؤلمة حول تأثير الحرب المستمرة على حياة الناس وبنيتهم التحتية المنهارة. فالسنتان الأخيرتان لم تجلبا الأزمة إلى غزة وحدها، بل امتدت نيرانها لتلتهم كل مقومات الحياة في الضفة، التي تعيش تحت وطأة عدوان مستمر وعمليات عسكرية إسرائيلية متصاعدة.
انهيار البنى التحتية والاقتصاد: واقع لا يُحتمل
الوضع في الضفة الغربية كارثي بكل المقاييس. فمنذ بدء الحرب، تتعرض البنى التحتية لدمار ممنهج، خاصة في المخيمات والمدن مثل جنين وطولكرم، التي شهدت عمليات عسكرية واسعة النطاق أدت إلى نزوح جماعي للسكان.

   أزمة النزوح: وصل عدد النازحين داخل الأراضي الفلسطينية إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ حرب عام 1967.
   الدمار السكني: تزايد عدد البيوت المدمرة وغير الصالحة للسكن بشكل يومي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
   الشلل الاقتصادي: الاقتصاد المحلي في الضفة الغربية يعاني من انكماش حاد، متأثرًا بالقيود المشددة على حركة الأفراد والتجارة وأكثر من 900 حاجز عسكري إسرائيلي. تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الفلسطيني خسر مليارات الدولارات منذ بداية النزاع، مع ارتفاع كبير في معدلات البطالة.

حياة مأساوية وأسئلة حول المستقبل
السكان، الذين يعيشون واقعًا مأساويًا لا يطاق، يواجهون تحديات البقاء الأساسية، من نقص في الإمدادات الطبية الأساسية إلى غياب شبه كامل لفرص العمل. في خضم هذا الألم، تطرح ذكرى تأسيس حماس أسئلة مؤرقة على أهل الضفة:

   الثمن الباهظ للصراع: هل تستحق التضحيات الجسيمة والدمار الشامل الذي يشهده الشعب الفلسطيني هذا المسار؟
   الأمل في العودة: السكان يتمنون نهاية هذا العدوان وإعادة إعمار حياتهم، بأمل العودة إلى روتين حياتهم وبناء ما دمرته الحرب. متى وكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟
   المساءلة والوحدة: في ظل الانهيار الشامل، تتزايد الدعوات للمساءلة والوحدة بين الفصائل الفلسطينية، لكن الانقسام السياسي لا يزال عقبة كبرى أمام تحقيق الاستقرار والسلام المنشود.

تظل الضفة الغربية، في ذكرى حماس الـ38، مسرحًا لحياة مأساوية عنوانها الدمار الاقتصادي والمعيشي، وشاهدة على آلام شعب يتوق إلى بصيص أمل ينهي دوامة العنف التي لا تنتهي.