بعد تمثيل المتهمة للجريمة.. مفاجأة جديدة في قضية مقتل أطفال دلجا ووالدهم

شهدت قضية مقتل أطفال دلجا بالمنيا، تطورًا جديدًا بعد تمثيل المتهمة للجريمة داخل منزل الأسرة، حيث أعادت خطوة بخطوة كيفية إعداد الخبز المسموم المخلوط بمبيد حشري قاتل، والذي أدى إلى وفاة الأطفال الستة ووالدهم.
وتمثل التطور الجديد في إعلان المحامي زكريا يوسف حربي، تنحيه عن الدفاع للمتهمة "هاجر.م.ا" المتهمة بقتل أطفال المنيا الستة ووالدهم - زوجها - بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوبي محافظة المنيا.
ونشر المحامي بيانًا عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء فيه: بعد صدور بيان النيابة العامة الموقرة وما تضمنه من تفاصيل صادمة ومؤلمة، تتعلق بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"قضية مقتل الأطفال الستة ووالدهم"، فقد قررت التنحي عن الحضور مع المتهمة (الزوجة الثانية)، وذلك لأسباب أراها تمس قناعتي الشخصية والمهنية، والتي تفرض عليّ اتخاذ هذا الموقف احترامًا لمبادئ العدالة والضمير المهني.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أؤكد – بكل وضوح – أن هذه الجريمة، وإن كانت بالغة البشاعة والألم لما انطوت عليه من إيذاء مباشر للحياة الإنسانية ومساس بجوهر الأسرة والرحم، فإنها لا تدخل في باب الجرائم التي تمس الأعراض أو الشرف، وهي بذلك لا تنقص من أهلية المتهمة الاجتماعية أو تبرر الإساءة إليها أو إلى عائلتها من الناحية الأخلاقية أو المجتمعية.
إن الأهلية المجتمعية للمتهم أو ذويه لا يجوز أن تختزل في جريمة فردية، ولا يصح أن يحمل الأبرياء من ذوي المتهم وزر فعل لم يرتكبوه، أو أن يعاملوا باعتبارهم طرفا في الجريمة. وإننا – كمجتمع ومهنيين – مطالبون بالفصل بين الفعل المرتكب والمسؤولية الشخصية عنه، وبين الروابط العائلية والاجتماعية التي لا يجب أن تستباح أو تستهدف تحت وطأة الغضب أو الصدمة، وإن العدالة الحقيقية لا تكتمل فقط بإدانة الفعل الإجرامي، بل أيضًا بصون كرامة من لا ذنب لهم، وحمايتهم من الأحكام المجتمعية الجائرة.
من هنا، فإنني أهيب بالرأي العام الكريم التعامل مع هذا الملف بوعي متزن، يحفظ للمتهمة حقها القانوني في الدفاع، ويحفظ لأسرتها حقها في الكرامة المجتمعية، وأخيرًا، أجدد موقفي بالتنحي الكامل عن القضية، سائلًا الله تعالى أن يظهر الحق، وأن تنصف العدالة الجميع، وأن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان.
وكانت النيابة العامة المصرية أصدرت بيانًا أمس أكدت خلاله مواصلة التحقيقات مع المتهمة والتي اعترفت بتفاصيل الجريمة، كما أجرت محاكاة مصورة لتفصيلات إقرارها في المنزل الذي أعدت فيه الخبز المسموم والمخلوط مبيد حشري يحتوي على مادة " الكلورفينابير" السامة.