لبسوا الكفن بدل البالطو الأبيض.. مأساة 3 طلاب بجامعة الجلالة ماتوا على محور 30 يونيو

تركوا مسقط رأسهم في كفر الشيخ والبحيرة لا يحملون سوى أحلامهم، وكتبهم الجامعية، وطموحات رسموها لمستقبلهم مع فجر كل صباح، لكن القدر كان أسرع من خطواتهم، وبدلًا من عودتهم لأسرهم أحياء بكتب وابتسامات، حاملون البالطو الأبيض رجعوا جثثًا في أكفان بيضاء وكأنهم كتبوا آخر سطور حياتهم في رحلة علم لم تكتمل.
في حادث مأساوي هزّ قلوب أهالي كفر الشيخ والبحيرة، لقى 3 طلاب من جامعة الجلالة مصرعهم، وأصيب 3 آخرون، إثر تصادم سيارة ميكروباص تقلهم إلى الجامعة بسيارة نقل أعلى محور 30 يونيو، وذلك خلال توجههم من قراهم ومدنهم إلى قاعات الدرس وحلم المستقبل في جامعة الجلالة.
وكشف سائقون بمدينة دسوق أن السيارة الميكروباص، التي أقلّت الطلاب في رحلتهم نحو جامعة الجلالة، تعمل للرحلات بنظام "القومسيون"، ومسقط رأسها قرية الطايفة التابعة لمركز كفر الشيخ.
السيارة تحركت من مدينة دسوق في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، محملة بطلاب يسابقون الزمن من أجل مستقبل واعد، دون أن يدركوا أن رحلتهم ستكون الأخيرة للبعض منهم.
تحولت مقاعد الميكروباص من مقاعد للعلم إلى شاهد على الفاجعة التي حدثت أعلى محور 30 يونيو بوفاة أحمد السيد جمال السيد عبدالعظيم (طالب بكلية طب الأسنان – جامعة الجلالة)، من أبناء مدينة دسوق، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يخفف آلام الناس مثل والده طبيب النساء والتوليد.
وزميله الثاني صلاح حمدي محمد أمين، والذي يقيم بمدينة دسوق (طالب كلية طب الأسنان)، والذي توفي خلال تلقيه العلاج متأثرًا بإصابته نزيف داخلي وغيبوبة، لم تمنحه الحياة فرصة أن يكمل مشواره العلمي في طب الأسنان.
وثالثهما زميلهما الصحية أحمد إبراهيم السيد عتيبة (طالب بكلية العلاج الطبيعي)، ويقيم بقرية كفر الشيخ حسن التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة لم يعرف أن طريق العلم سوف يقوده إلى الموت.
لم يتوقف الألم عند الضحايا فقط، بل امتد إلى ثلاثة طلاب آخرين أصيبوا بجروح وكسور وكدمات، حملوا وجعًا جسديًا ونفسيًا سيظل يرافقهم كلما تذكروا تفاصيل الحادث.
هم المصابون: أسماء محمد عرفة (20 عامًا) – كدمات وسحجات، وعبد الله إبراهيم رزق (20 عامًا) – اشتباه كسور وكدمات وسحجات.
تحولت منازل القرى والمدن التي خرج منها الطلاب إلى سرادق عزاء، الكل يبكي على شباب رحلوا مبكرًا، وأسر لم تصدق أن أبناءها الذين ودّعوهم عند الفجر، سوف يستقبلوهم في نعوش لحظة توقيت الدفن.


