كيف تحول طالب الإعدادي إلى قاتل؟.. 10 مشاهد صادمة في جريمة الإسماعيلية

هزت جريمة مروعة أرجاء مدينة الإسماعيلية، حين تحولت صداقة طفولية بريئة بين مراهقين إلى فاجعة بشعة، أثارت الذعر في قلوب الأهالي ليس في الإسماعيلية فقط، وإنما في كافة المحافظات المصرية.
في حي المحطة الجديدة، استدرج يوسف 13 عامًا صديقه محمد 14 عامًا إلى شقته بدعوى اللعب، لكن ما بدأ كمشادة عادية انتهى بضربات قاتلة وتقطيع الجثمان إلى أشلاء، تفاصيل الواقعة، التي استلهمها المتهم من أفلام هوليوودية، كشفت عن مأساة إنسانية عميقة تعكس اضطرابات نفسية وبيئة أسرية مضطربة، لتضع المجتمع أمام تساؤلات حول تأثير العنف الإعلامي والإهمال الأسري على الأطفال، ونرصد عبر هذا التقرير تفاصيل الجريمة في المشاهد التالية.
المشهد الأول.. صداقة بين يوسف ومحمد
في أحياء الإسماعيلية الشعبية، كان يوسف، البالغ 13 عامًا، ومحمد، الذي يكبره بعام واحد، يشكلان ثنائيًا لا يفترق، يلتقيان يوميًا بعد المدرسة، يتبادلان القصص عن ألعاب الفيديو ومغامرات الشارع، وكأن الدنيا كلها تتوقف عند صالة البلاي ستيشن المزدحمة، ولا أحد يتخيل أن هذه الصداقة البريئة ستتحول إلى كابوس يهز البلاد بأكملها.
المشهد الثاني.. الشجار بدأ في صالة الألعاب
داخل صالة البلاي ستيشن المضيئة بأضواء النيون الخافتة، اندلع خلاف بسيط بين الصديقين ذات مساء، كان محمد يمسك بالجهاز، يتباهى بفوزه، بينما يوسف يشعر بالغيرة تتسلل إليه، تحولت الكلمات إلى صراخ، ودفعات خفيفة، قبل أن يتدخل صاحب الصالة لفض النزاع، خرجا معًا، لكن الغضب كان قد زرع بذرة التوتر في قلب يوسف، الذي يعيش في بيئة أسرية مليئة بالغياب والإهمال، حيث يتغيب والده النجار معظم الوقت، وأمه بعيدة عنه بعد زواجها الثاني.
المشهد الثالث.. الدعوة إلى الشقة الصغيرة
في يوم الواقعة، تحت شمس الإسماعيلية الحارة، استدرج يوسف صديقه محمد إلى شقته المتواضعة في حي المحطة الجديدة، بدعوى مواصلة اللعب كالمعتاد، ابتسم يوسف وهو يقول «تعالى نلعب عندي، عندي ألعاب جديدة هتجننك»، دخلا الشقة الخالية من أي أحد، حيث يغيب الوالد عن المنزل لساعات طويلة، ولم يكن محمد يدري أن هذه الدعوة ستكون آخر خطواته في عالم الأحياء.
المشهد الرابع.. اندلاع الشجار داخل الشقة
بدأت الأمور كأي يوم عادي، لكن سرعان ما تحولت إلى خلافات شرسة، كان الصديقان يتنافسان على اللعب، عندما اتهم محمد يوسف بالغش، فارتفعت الأصوات وتبادلت الدفعات، في لحظة من الغضب العارم، أمسك محمد بقطعة حادة من المطبخ ليحمي نفسه، لكن يوسف شعر بالتهديد يغمر عقله الصغير، الذي تأثر بمشاهد العنف من أفلام هوليوودية شاهدتها عيناه في الليالي الطويلة الوحيدة.
المشهد الخامس.. الضربة القاتلة بالخشبية
أثناء الشجار، امتدت يد يوسف إلى مطرقة خشبية كانت ملقاة في الغرفة، ضرب بها رأس محمد مرات متتالية، حتى سقط الفتى أرضًا غارقًا في دمائه، وفارق الحياة في لحظة. توقف يوسف مذهولًا أمام الجثة الساكنة، والدماء تنساب على الأرضية الباردة، وهو يدرك أن الفعل الذي ارتكبه لن يعود إلى الوراء، وسط صمت الشقة الذي يعكس فراغ حياته النفسي.
المشهد السادس.. التقطيع بمنشار الوالد
لم يكتف يوسف بالقتل، بل استغل غياب والده النجار، وأمسك بمنشاره الكهربائي الذي يستخدمه في عمله، في مشهد يفوق الخيال رعبًا، قام بتقطيع الجثة إلى ستة أجزاء صغيرة، محاولًا إخفاء آثار جريمته، وضع الأشلاء في أكياس سوداء، وفي اعترافاته لاحقًا، زعم أنه فعل ذلك ليسهل نقلها، مستوحيًا من مسلسل «ديكستر» الأمريكي الذي يروي قصة قاتل متسلسل يتخلص من ضحاياه بنفس الطريقة البشعة.
المشهد السابع.. التخلص من أشلاء الجثة
حمل يوسف الأكياس الثقيلة، وخرج في الظلام إلى شوارع الإسماعيلية الهادئة، ألقى أربعة أجزاء قرب بحيرة كارفور، حيث تتجمع النفايات، وجزئين آخرين داخل مبنى مهجور في المنطقة نفسها، كان يعتقد أن هذا سيخفي الجريمة إلى الأبد، لكنه لم يحسب حساب الكاميرات والشهود الذين قد يلاحظون حركاته الغريبة في تلك الليلة المشؤومة.
المشهد الثامن.. البلاغ عن اختفاء محمد
عندما تأخر محمد عن العودة إلى المنزل، أبلغ والده الشرطة عن تغيبه، بعد خروجه من المدرسة في 12 أكتوبر، انتشرت صور الفتى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت المدينة في حالة من القلق، قال والد محمد في تصريحاته «خرج ولدي ولم يعد، كان مع صديقه يوسف آخر مرة شفته فيها»، مما أثار موجة من التضامن والخوف بين الأهالي.
المشهد التاسع.. التحقيقات وكشف الكاميرات
شكلت الشرطة فريق بحث جنائي، فحصت كاميرات المراقبة حول المدرسة والشوارع. أظهرت التسجيلات محمد مع يوسف يدخلان الشقة، ولم يخرج محمد بعدها، زعم يوسف أولًا أنهما افترقا قرب مطعم، لكن الكاميرات كذبت أقواله، داهمت القوات المنزل، وعثروا على ملاءة ملطخة بالدماء وقبعة تخص محمد، أدلة دامغة كشفت اللغز المروع.
المشهد العاشر.. الانهيار والاعتراف بالتفاصيل
انهار يوسف أمام النيابة، اعترف بكل التفاصيل، وقال «كنا بنتشاجر، هددني بسكينة، فضربته بالمطرقة وقطعته علشان أقدر أشيله»، وكشف أيضًا أنه أكل جزءًا من الجسد بدافع الفضول، مقارنًا طعمه بالبطاطس، ما أصاب المحققين بالذهول، وأمرت النيابة بعرضه على الطب النفسي، حيث تبين اضطرابه النفسي بسبب بيئة أسرية مضطربة وتأثره بأفلام العنف.