الدكتور ماجد أبو العينين عميد كلية التربية جامعة عين شمس: كلية التربية من أولى الكليات التي طبقت التحول الرقمي في التعليم عن بعد

الدكتور ماجد أبو
الدكتور ماجد أبو العينين عميد كلية التربية جامعة عين شمس: كل

تجربة رائدة يقوم بها الدكتور ماجد أبو العينين عميد كلية التربية بجامعة عين شمس محاولا بها الانفتاح على ثقافات اخرى وتطوير التعليم بالكلية بما يتماشى مع سياسة الدولة حاليا والتى تهدف الى مواكبة السياسات العالمية فى تطوير التعليم، فالجامعة تعمل على عدة محاور أساسية تعتمد على تطوير العملية التعليمية بما يلائم متطلبات سوق العمل سواء في مصر أو المنطقة العربية، وأضاف الدكتور ماجد في هذا الحوار ان الطالب المتخرج في كلية التربية يجب ان يتساوى مع أقرانه من خريجى الجامعات خارج مصر، لافتا الى ان إدارة الكلية منفتحة للتعاون مع كليات التربية في جميع الجامعات داخل وخارج مصر، لأننا نؤمن ان هذا الانفتاح يمثل إضافة قوية تصب في صالح الكلية والخريج ... وتحدث أيضا عن انطلاق الكلية نحو التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، والدور المجتمعي الذي تقوم به، وهناك الكثير سنتعرف عليه من تفاصيل هذا الحوار.
* ما هى المحاور التى تعمل الكلية من خلالها؟
نحن نعمل على 4 محاور بالتوازي، الطالب والعملية التعليمية، الدراسات العليا والأبحاث، البيئة التعليمية، وأخيرًا الإدارة وشئون هيئة التدريس، هذه المنظومة استطعنا أن نحقق نسبة كبيرة منها.
* ماذا عن استفادة الطلاب من التعاون مع الجامعات الخارجية؟
الاستفادة من الطلاب هنا كبيرة للغاية، كل ما نفعله فى الأساس هو لصالح الطالب والعملية التعليمية أولًا، الطالب عندما يكون لديه نظام تعليمى دولى خاصة مع الانتهاء مؤخراَ من لائحة نظام الساعات المعتمدة الجديدة والبرامج المطورة وهذا ما يتم بالخارج فى النظم التعليمية المختلفة فأصبح الطالب متساويًا بنظرائه بالخارج من خلال تطوير المحتوى التعليمي بناءً على الدراسات الدولية المقارنة لعدد حوالي تسعين دولة على مستوى العالم، أما بالنسبة الى نظام التعليم المشترك الدولى فهذا يتم بطريقة غير مباشرة من خلال مشروعات التطوير التي تشارك فيها الكلية من خلال مراكزها مثل مشروع بحوث الفعل ومشروع "مجتمعات تعلم الأقران" التي تتم بالتعاون بين أربع جامعات مصرية وأربع جامعات أوروبية بانجلترا وألمانيا وأيرلندا.. والتعريف بأسلوب التعليم في المدارس اليابانية "التوكاتسو" وهذا بخلاف ماهو متوفر بالدراسات العليا من برامج مثل الدبلوم المهني لاعداد المعلم والقيادات بمدارس المتفوقين STEM، والماجستير المشترك مع جامعة لايبسيج الألمانية، فلقد اصبح الطالب بالفعل مُّطلع على أحدث النظم التعليمية بالخارج.
* وكيف ترى هذه المنظومة وكيف تفيد الطالب ؟
المنظومة جميعها تسعى نحو التعاون الدولى وتنمية الابتكار وربطه بالعملية التعليمية، فنحن نعمل على تحفيز الطالب على الابتكار وريادة الأعمال وتنمية روح التنافس بما يتلائم مع سوق العمل وذلك من خلال وحدة متخصصة لا هيكل تنظيمي ولائحة داخلية وآلية عمل لتنمية مهارات الإبداع والابتكار مرتبطة بوحدة مركزية بالجامعة، كل ذلك نتاج ما تفعله الكلية للطالب؛ لأن الكلية هدفها الأول الطالب، هذا بجانب الأنشطة الثقافية والترفيهية.
* ما هى نظرة الكلية لإعداد الطالب ؟
نحن فى اقتناعنا أن إعداد الطالب لايتم من خلال كتاب ولا معمل ولا ورشة فقط، الطالب فى النهاية هو نتاج متكامل اجتماعيًا، رياضيًا، ثقافيًا، جميع الأنشطة مع التعليم فى شخصية واحدة، هذه الرسالة التى نؤكدها فى نهاية الأمر نحن مصنع نخرج معلمين مبتكرين.
* ماذا عن المسابقات التى تشارك فيها الكلية دوليًا وتفوز بها بجوائز؟
أحد المحاور العامة فى التعليم الدولى وتطوير العملية التعليمية هى المسابقات الدولية؛ لأن الطالب يشاهد ما يحدث خارجيًا وكيف يفكر زملائه الذين فى مثل عمره وتخصصه، لذا عملنا على أن يكون هناك اشتراك فى المسابقات الدولية مستقبلا من خلال أنشطة رعاية الشباب واتحاد الطلاب.
* ماذا عن الدراسات العليا (الماجستير) في مختلف العلوم في الكلية ومتابعه التقدم العلمي والبحث العلمي واجراء البحوث العلمية والتطبيقات ونشرها؟
انطلاقا من اهمية متابعه التقدم العلمي والبحث العملي واجراء البحوث العلمية الاكاديمية والتطبيقية ونشرها لإثراء المعرفة والمساهمة في حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع، قطعت الكلية شوطا في مجال الدراسات العليا من خلال ماتقدمه من برامج تخصصية ومهنية في المجالات العلمية والأدبية والتربوية ونتاج الرسائل العلمية بها والتي تعتبر وسيله لاكتشاف الطاقة البشرية القادرة على توطين العمل ونشر الثقافة التربوية وتأهيل كوادر المعلم بمهارات علمية وتنمية قدراتهم على التفكير والتحليل والابداع.
* في ظل ما تعيشه مصر من ظروف استثنائية لمواجهة فيروس كورونا .. ما هي الخطوات التي اتخذتها كلية التربية ؟
تسعي الكلية دائما للحفاظ علي طلابها وقمنا بالمشاركة في إدارة الأزمة من خلال التحول من التعلم التقليدي إلى التعلم عن بُعد خلال فترة تعليق الدراسة بحيث يتمكن الطالب من متابعة المحاضرات والتفاعل مع أعضاء هيئة التدريس وبين الطلاب بعضهم بعضا بالإضافة إلى الاطلاع على التكليفات المطلوبة وتسليمها ومتابعة ما يتم الإعلان عنه من مستجدات من خلال استخدام أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني والفصول الافتراضية، ويتم التعامل مع الطلاب من خلال الموقع الرسمي بالكلية تحت إشراف وحدة الخدمات التكنولوجية الخاصة بالكلية وسوف يتلقون محاضرتهم من خلال رابط تفاعلي وقناة فيديو على إيميل الأستاذ على الموقع الرسمي للكلية https://www.edu.asu.edu.eg، ويوجد مشاركة بين الطلاب والأساتذة بشكل مستمر، كما أن الكلية تتابع جيدا الطلاب من خلال المواقع الرسمية المتاحة لهم والمعلن عنها سابقا، بالإضافة الي ان طلاب الدراسات العليا يتقلون محاضراتهم باستمرار وبشكل منتظم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي للكلية حيث ان عددهم غير قليل ويتم متابعتهم بشكل مستمر وعلى تواصل دائم بينهم وبين أساتذة الكلية، وقد تم تأجيل الامتحانات على مستوى الكلية الي بعد 30 مايو وهذا ما أقره المجلس الأعلى للجامعات.
* اذا كان هذا ما تم بالنسبة للطلاب فما هي الخطوات التي تمت بالنسبة للعاملين بالكلية ؟
تتبع الكلية الإجراءات الحكومية وتم تخفيض أعداد العاملين من فئات الكلية المختلفة سواء أعضاء هيئة التدريس واللإداريين والعمال للحد الأدنى لمدة ١٥ يوما إضافية كما هو معمول به حاليا مع حضور الفئات المستثناة وهي الأمن والحماية المدنية والشئون العامة ووحدة الخدمات التكنولوجية ومن يتم تكليفه بأعمال فقط بالتنسيق مع القيادات وهذا بخلاف ماتخذته الكلية من إجراءات احترازية من إيقاف كافة الأنشطة والفاعليات التي تتطلب تجمع للأفراد، وعقد الاجتماعات أون لاين وأيضا القيام بعمليات التطهير للقاعات والمكاتب وكافة مرافق الكلية بشكل دوري.
*ما دور الكلية في التوعية في ظل أزمة كورونا؟
قامت الكلية منذ بداية بوادر الأزمة وقبل إيقاف الدراسة بعمل ندوات التوعية الكافية للطلاب للوقاية من كورونا والتي تم من خلالها تقديم إرشادات هامة للتعرف على كيفية تجنب الاصابة من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية وكيفية استخدام المطهرات الموجودة، كما أن الكلية وفرت على أبواب المحاضرات والمعامل ادوات لتطهير اليدين.
كما أن الكلية قد استعدت لتعليق الدراسة بخطة طوارئ للتعليم عن طريق التعليم الإلكتروني الذي فعلته الكلية بالاشتراك مع كليات الجامعة قبل تعليق الدراسة.
* ما دور الكلية في دعم التحول الرقمي؟ وهل كانت تستعين الكلية بالتعليم الإلكتروني بشكل منتظم من قبل الأزمة؟
كلية التربية كانت من اولى الكليات التي طبقت التحول الرقمي واصبحت المحاضرات والمقررات متاحة ويمكن للطالب الاطلاع عليها، كما أن الكلية كانت سابقة في مجال التعليم عن بعد من بين كليات جامعة عين شمس حيث يوجد بها وحدة متخصصة للتعليم عن بُعد أنشئت عام 2014 وتطورت البرامج التي تستخدمها تطورا كبيرا فقد بدأت بموقع يوتيوب فقط وانتقلت للبرامج المتخصصة التفاعلية مثل برنامج "مودل" وبرنامج "زووم" وغيرها؛ لكنها كانت مخصصة للدبلوم العامة في التربية بالدراسات العليا، أما مع بداية الأزمة أصبح واجب على كل عضو هيئة تدريس وضع محاضراته على الرابط المخصص على موقع الكلية في جميع التخصصات حيث نجحت التجرية وتمكن الطلاب من استيعابها، فالمقررات النظرية كان من السهل تقديمها عبر موقع الكلية اما بالنسبة للدروس العملية كان من الصعب تطبيق التعليم الإلكتروني عليها وتم علاج ذلك من خلال اقتراح استخدام المعامل الافتراضية في بعض التخصصات أو تأجيل المعامل وضغطها بعد انتهاء فترة تعليق الدراسة.
* تلعب كليات التربية دوراً أساسياً فى تطوير البحث التربوى وذلك من خلال نشر المعرفة التربوية التى يقوم بإنتاجها أعضاء هيئة التدريس والباحثين والمنشغلين بالعلم التربوى .. كيف ؟
كلية التربية جامعة عين شمس تؤمن بأهمية البحث العلمى والتربوى وضرورة نشره على أوسع نطاق لتعميق الحوار العلمى حول قضايا التربية. من هنا فإن وحدة النشر العلمي والمجلات العلمية بالكلية تفتح ابوابها لتلقى الطلاب البحوث العلمية والأدبية والتربوية الجادة والرصينة التى تناقش وتعالج قضايانا التربوية والتعليمية بكل حرية وأمانة علمية.
*ما هو دور الكلية للنهوض بالطلاب ؟
تسعي إدارة الكلية لتدريب وتأهيل الطلاب لسوق العمل, وذلك من خلال اكساب الطلاب القدرات و المهارات اللازمة لتلبية المتطلبات في سوق العمل وعلي الأقل إذا لم يكن هناك استثمار في سوق العمل يكون في الإعداد للحياة، كما تمكنت الكلية بفضل كوادرها وادارتها المختلفة من إحداث التعديل والتطوير المستهدف لهيئة التدريس والهيئة المعاونة وتجهيز البنية التحتية واستكمال برامج إعداد القيادات والتنمية المهنية المستدامة.
*ما هي رسالتك فى العمل ؟
الحفاظ على هذا الكيان وتحديثه ورفعة شأنه من كافة الجوانب التعليمية والبحثية والخدمية؛ وذلك من خلال تبادل الأفكار بشكل حضاري عند صناعة القرار ودعم العمل الجماعى وتشجيع المتميزين من الشباب والحرص على تقدم الكلية.
* فى النهاية ماذا عن أحلامك لكلية التربية ؟
تربية عين شمس منذ أن أنشئت وهي من أرفع المؤسسات التعليمية، ولذلك أحلم بالاحتفاظ بمقومات الأصالة والعراقة بها والأخذ بعناصر الحداثة والتقدم فيها من أجل رفعتها ورقيها، وقدوتي في ذلك أساتذتي الأوائل اللذين تربوا بين جنباتها وأسهموا في رفعة شأنها دائما، وأؤكد فى النهاية أن الكلية لاتقدم لطلابها مجرد علم فقط لأن هدفنا تخريج معلم متكامل الجوانب اجتماعيا علميا ثقافية قادر أن يخدم وطنه.