حكاية المرأة التي أحبها عبدالناصر وحاول الزواج منها ولم يستطع ومشى خلف نعشها وتوفى بعدها في نفس العام

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

يبقى لكل إنسان مشاعره مهما بلغ قدر هذا الإنسان من مكانة، فلابد للحب يوماً أن يكون لامس قلبه، وكما يقول الشاعر "الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه"
من هذه القصص حكاية المرأة التي دخلت قلب رئيس مصر الراحل جمال عبدالناصر، حيث تسرب إليه حبها دون أن يشعر، فمن هي هذه المرأة التي أوقعت قلب الرجل ذائع الصيت، من هي تلك التي اختلس الأوقات ليفكر فيها، ويحلم بها.
والإجابة سنجدها في كتاب «المرأة التي أحبها عبد الناصر» الذي كتبه الكاتب الصحفي شفيق أحمد علي، وكشف من خلاله كيف نشأت تلك القصة وما هي تفاصيلها.
يحكي الكاتب أن اللقاء الأول بين عبد الناصر والمرأة التي ملكت فؤاده، كان عندما كان يدرس في مدرسة «النهضة الثانوية المختلطة»، وذات يوم كان يسير بجوار صديق طفولته حسن النشار الذي كانت أخته صديقة السيدة «سعاد» المرأة التي أحبها الزعيم.
ورأها ذات يوم وحينما سلم عليها نسي يده، فلم يكن الشاب يعرف مثل تلك اللمسات التي ارتعش لها قلبه، وكان لقاءهما الثاني في أحد العروض المسرحية بحي الظاهر، أما اللقاء الثالث فكان في ميدان التحرير قبل أن يطلب جمال، صراحة أن يتزوح منها، خاصة أنه لم يكن من الشباب الزائغ الذي يتلاعب بالفتيات.
واعترف ناصر لصديقه حسن النشار أنه يعشق سعاد هانم، لتعرف سعاد أن ناصر يريد الزواج منها ليدق قلبها هي الأخرى،
وكتب ناصر الكثير من "الجوابات" إلى صديقه حسن النشار، يقص له عن صاحبة الحب الأغلى لديه، وبعد أن التحق ناصر بالكلية الحربية، تركت هي شقتها وظل عنوانها مجهولا، لتبدأ رحلة البحث عن مكان الحبيبة التي ذهبت، حتى إنه لم يصدق نفسه حينما رآها في أحد شوارع حي الظاهر، فوقف العاشق يترصدها حتى عرف بيتها ومكان عملها، ومن ثم أصبح يذهب كل إجازة ليقف على الناصية لمشاهدتها، وحينما أدركت ذلك أصبحت هي الأخرى تقف في الشرفة من أجل أن يراها.
وبعد أن أصبح ضابطًا في القوات المسلحة، طلب من أم صديقه حسن، أن تطلب له يد سعاد للزواج ليفاجأ بالرد الذي جاء مفاده أن الفتاة لن تتزوج حتى تتزوج أختها الكبرى أو تتزوج أنت أختها الكبرى.
لتتوه قصة الحب بعد ذاك ولكنها لم تنته من قلب ناصر، وهذا ما يؤكده اللقاء الأخير بحسب كاتب الكتاب، حينما ذهب جمال خلف جنازتها ليودعها بعد وفاتها في 1970، بعد أن ظهر خبر نعيها على صفحات الجرائد، ليسير خلف نعشها رافضًا أي موكب، يعاني فراق حبيبة قلبه التي لحق بها بعد أيام، حيث توفى هو ذاته بعدها في نفس العام.