رؤيا دفعت "الشعراوي" لزيارة قبر "جمال عبدالناصر" رغم الخلاف بينهما.. فماذا شاهد؟ | فيديو وصور

 صورة لايف

على صفحات الجرائد في يوم 29 أكتوبر عام 1995، ظهرت صورة الشيخ محمد متولي الشعراوي وهو يقف أمام قبر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليقرأ الفاتحة على روحه، وكان هذا أمر مفاجئ للرأي العام المصري، لأن الجميع يعرف أن الطرفين لم يكونوا على وفاق.
وكان إمام الدعاة الشيخ الشعراوي، على خلاف مع الرئيس الراحل خاصة وأن الخلافات بدأت منذ زمن قديم، عندما كان الشعراوي يعمل في السعودية، وعندما شبت خلافات بين الرئيس الراحل والملك سعود، تم منع إمام الدعاة من العودة للسعودية وعينه في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر حينها الشيخ حسن مأمون.
على الرغم من ذلك، لم يكن موقف الشعراوي عدائي بشكل مبالغ من الزعيم الراحل، وعندما تم إعلان خبر وفاته، ألقي إمام الدعاة، خطابًا حزينًا يرثيه فيه، حيث قال: "قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت والناس كلهم يموتون ولكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون، وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهي الحداد على الثائر المثير، والملهم الملهم، والقائد الحتم، والزعيم بلا زعم، ولو على قدره يكون الحداد لتخطي الميعاد الي نهاية الآباد"، وذلك وفقاً لما ورد في كتاب "الشيخ الشعراوي وفتاوي العصر"، للكاتب محمود فوزي.
بعد فترة من حرب يونيو1967، أعلن الشعراوي أنه قد صلي ركعتين شكرًا لله على هزيمة مصر، وبرر ذلك أنه فعل ذلك لأن الانتصار لم يأتي طالما نحن في أحضان الشيوعية وإلا لفُتنا في ديننا، مما فتح عليه هجوما ضاريا بسبب تصرفه على هذا النحو في مثل هذه المحنة.
وجدت الجماعات الإرهابية ضالتها في آراء الشعراوي ضد عبد الناصر، مستثمرة شعبيته الجارفة وتأثيره الديني على القطاعات الشعبية، فكانت تردد ما يذكره في هذا المجال، وتصدرت جماعة الإخوان هذا الأمر ببث فيديو له يشمل كلامه عن نكسة 1967.
عندما ذهب إمام الدعاة إلى قبر عبدالناصر، كان هذا حدث مثيرًا للرأي العام والشارع المصري، لكن حلت جريدة الأهرام؛ اللغز وقالت إن الشعراوي اتصل في الصباح بالجريدة يطلب من أحد مسؤوليها صحفيا أو مصورا يرافقانه إلى زيارة ضرورية سيقوم بها بعد دقائق، فوجئ المحرر والمصور بأن المكان الذى سيذهبان إليه هو ضريح عبدالناصر.
كشف الشعراوي سبب الزيارة بقوله، إنه في فجر اليوم الذي توجه فيه إلى الضريح، جاء إليه جمال عبدالناصر في المنام، ومعه شيخان أحدهما يرتدى ثوبا أبيض، وفى أذنيه أطراف سماعة طبيب، والثاني يحمل في يده مسطرة حرف T الشهيرة الخاصة بالمهندسين.
وأضاف أنه فهم من هذه الرؤيا أن عبدالناصر يقول له، إنه هو الذى أدخل دراسة الطب والهندسة إلى جامعة الأزهر، وربما يغفر الله بهذا ما قد يؤخذ عليه، وأكد الشعراوي: "قررت بعد كلمة عابرة في حق عبد الناصر من أيام «يقصد كلامه عن نكسة 5 يونيو 1967» أن أزور ضريحه"، مضيفًا: "يجب على الإنسان ألا يسيء الظن بفعل أحد، وأن يترك سرائر الناس لله وحده".