العدد الجديد من "كراسات تنوير 22" يحمل عنوان مفكرون خالدون

العدد الجديد من كراسات
العدد الجديد من "كراسات تنوير 22" يحمل عنوان مفكرون خالدون

يقدم العدد الجديد من "كراسات تنوير 22" للباحث حسام الحداد مجموعة من رواد حركة التنوير والنهضة في المجتمع المصري منذ بداياتها، فقط هي محاولة لالقاء الضوء على هؤلاء المفكرون الذين وضعونا على الطريق، واذ نقدم هذه الاضاءة انما نتمنى ان تصل لجيل جديد يستطيع استكمال المسيرة وانارة الدرب للقادمين، في محاولة لربط الأجيال بعضها ببعض وكما قال الشيخ أمين الخولي: " أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسةً، أما إذا مضى المجدد برغبة في التجديد مبهمة، يهدم ويحطم ويشمئز ويتهكم فذلكم، وقيتم شره، تبديد لا تجديد"، فما نحاول طرحه هنا، يكون على نفس الدرب، فهو محاولة لاكتشاف من سبقونا، وما قدموه لنا من معارف نستطيع الإفادة منها وتطويرها بالدراسة والبحث لنقدمها للقارئ، ونضعه أيضا على طريق البحث والدراسة والنقد.
وجاء في توطئة العدد الجديد، نستطيع القول أن هذه الكراسات انما تسعى لتبديد الظلام الماثل بيننا وبين المستقبل ليس هذا فحسب، إنما أيضًا ممارسة تعيد إلى الواجهة تلك المشاريع الكبرى التي أنتجها مفكرون وفلاسفة عرب طوال مئة عام، لطرح الأسئلة تارةً، وبحثًا عن أجوبة تارة أخرى.
لقد سعى مفكرون كثر إلى إيجاد صيغ نهضوية تتعاطى مع الراسخ الموروث وتتقدم بالثقافة العربية إلى المستقبل، كانت العودة إلى التراث شرطًا شارطًا لديهم، ورأوا أنه بدون قراءة جديدة للتاريخ العربي لن نستطيع معالجة أزمات العقل العربي في حاضره ولا تهيئته للحاق بالمستقبل، فيما تداول باحثون آخرون القيم الغربية المنطلقة من ثورات أوروبا الثقافية والصناعية، ورأوا فيها العلاج المجرب، وما بين المناهج والمدارس الفكرية من يسار ويمين، ومن الماركسية إلى الليبرالية تقلب الفكر العربي محاولًا إيجاد دواء لعلل التقهقر والتبعية.
وكان من المنتظر أن تكون حصيلة كل هذه الأعمال الفكرية العميقة ثورةً ثقافية كبرى، تنهي حالة الركود والتخلف عن أمم الغرب والشرق، فجاءت ثورات الأقطار العربية لتعيد رسم الاستبداد وترسخ طبائعه وتصعد بأصوليات متوحشة وتعزز التناحر المذهبي والأيديولوجي.. لقد تفوّق الواقع العربي اليوم على أسوأ كوابيس المفكرين العرب بالفعل.
ومن هنا جاء دور موقع تنوير 22، ليستكمل درب هؤلاء المفكرون في محاولة من القائمين عليه إعادة طرح الأسئلة التي لم تجد اجابات حتى الأن وطرح أسئلة جديدة أفرزها الواقع وتطوره، وكذلك محاولة البحث عن اجابات وتقديمها للقارئ العربي ليساهم هو أيضا في حركة التطور.