الإفتاء تحسم الجدل..هل التحدث أثناء الطعام والنفخ فيه حرام؟

الإفتاء تحسم الجدل..هل
الإفتاء تحسم الجدل..هل التحدث أثناء الطعام والنفخ فيه حرام؟

«هل الكلام حرام أثناء الطعام؟» سؤال جديد ورد إلى دار الإفتاء المصرية، عن إذ كان التحدث أثناء تناول الطعام من الأمور المكروه والتي تصل إلى حرمانية، خاصة أنها من العادات التي ربما يفعلها الكثيرون أثناء التجمع حول مائدة الطعام.
وفي الفتوى التي حملت رقم 2458، جاءت الإجابة بأن الكلام على الطعام مباح، بل قال العلماء باستحباب الحديث على الطعام تأنيسًا للآكلين؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآاله وسلم سأل أهله الْأُدُمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ: «نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ، نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ» رواه مسلم.
وقال الإمام النووي في «شرحه على صحيح مسلم»: عند شرح هذا الحديث: (وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الْحَدِيثِ عَلَى الْأَكْلِ تَأْنِيسًا لِلْآكِلِينَ).
أما فيما يخص النفخ في الطعام من العادات التي نهى عنها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهو السؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء المصرية.
وفي الفتوى التي حملت رقم 3669، أوضحت أمانة الفتوى أن شرع الله في تعاليم الإسلام وأحكامه وآدابه جاء لينظم للإنسان كل شئون حياته ليرتقي بسلوك الفرد والمجتمع في ذلك كله.
ومن السلوكيات التي نهت الشريعة عنها النفخ في الطعام والشراب، فقد جاء في (مسند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ)، والمقصود من هذا النهي أن الإرشاد إلى ترك النفخ في الطعام والشراب مخافة أن يقع فيه شئ من ريقه فيتقذر الآكل منه، وقد تقرر في الإسلام أنه «لا ضرر ولا ضرار»، وليس علة النهي نجاسة لعاب الآدمي، إذ من المقرر شرعًا أن لعاب الآدمي طاهر».
وقد ذهب السادة الحنفية إلى عدم كراهة النفخ في الطعام إلا إذا كان له صوت مثل «أف»، وهو تفسير النهي عندهم، وذهب المالكية إلى أنه لا بأس بالنفخ في الطعام إذا كان الآكل أو الشارب منفردًا.
ويرى الحنابلة عدم كراهة النفخ في الطعام إذا كان حارًا وكانت هناك حاجة إليه قبل أن يبرد، جاء في «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» للمرداوي (8/ 328): (وَقَالَ الْآمِدِيُّ: لَا يُكْرَهُ النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ إذَا كَانَ حَارًّا. قُلْت: وَهُوَ الصَّوَابُ إنْ كَانَ ثَمَّ حَاجَةٌ إلَى الْأَكْلِ حِينَئِذٍ، وَيُكْرَهُ أَكْلُ الطَّعَامِ الْحَارِّ؛ قُلْت: عِنْدَ عَدَمِ الْحَاجَةِ).