باحث بالأزهر يكشف الحقيقة..هل يقابل الميت أحبابه وأقاربه بعد الموت؟

باحث بالأزهر يكشف
باحث بالأزهر يكشف الحقيقة..هل يقابل الميت أحبابه وأقاربه بعد

تشغل حقيقة ومسألة الموت بال الكثيرين، خاصة عند فقد شخص أحب الناس إليه، وعند تشييعه توصيه أهله بالسلام على الراحلين الذين سبقوه من الأهل والأحباب.. فهل الموتى يتقابلون ويتزاورون مع أحبابهم وأقاربهم بعد الموت؟.

 

وأضاف الباحث الشرعي، في حديثه، أنه لا نستطيع أن نحكم لأحد أنه من أهل النعيم أو الشقاء، لكننا نرجو من الله للمؤمنين جميعًا الرحمة والمغفرة، وقد دلت النصوص النبوية الصحيحة على أن أرواح المؤمنين المنعمين بعد موتهم تلتقي بأرواح الأموات السابقين من أهل النعيم وأن هذه الأرواح السابقة تفرح، وتسعد باستقبال هذا الوافد الجديد، وتشفق عليه من عناء الرحلة، وأنه يدور بينهم وبين المتوفى حوار يتساءلون فيه عن أحوال الأحياء من الأقارب، والأحباب، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أن النَّبِىَّ (ﷺ) قَالَ:

"إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى إنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُوا بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُون مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ التي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا فَإِذَا قَالَ أَمَا أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَة".

وقال ابن القيم- رحمه الله- في كتاب الروح: المسألة الثانية (أرواح الموتى) هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا، وأوضح البحث الشرعي، بأنها هي مسألة شريفة كبيرة القدر، وجوابها: أن الأرواح قسمان: أرواح معذبة، وأرواح منعمة، فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

وأكد سلامة أن الأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكون من أهل الدنيا، فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، وروح نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في الرفيق الأعلى.

قال الله- تعالى- في سورة النساء: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".

ويستأنس بقوله- تعالى- في سورة الفجر: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي".

ومعنى الآية أن الروح الطيبة المطمئنة الصالحة ينادى عليها عند الموت بالبشرى يقول: يا أيتها النفس المطمئنة ادخلي جملة الأرواح الطيبة وكوني معهم.