الافتاء تجيب.. هل عدم التوفيق عقوبة من الله بسبب الذنوب ؟

الافتاء تجيب.. هل
الافتاء تجيب.. هل عدم التوفيق عقوبة من الله بسبب الذنوب ؟

أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الابتلاءات تأتى لترفع الدرجات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «.. يبتلى الرَّجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتَّى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» رواه الترمذي.

جاء ذلك في إجابته عن سؤال خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء يقول صاحبه: «تلازمني حالة من سوء التوفيق رغم كثرة استغفاري، ومحافظتي على الأمور الدينية، فهل هذا بلاء أم بسبب ذنب ما؟».

وقال الدكتور مجدي عاشور لسائل: «طالما أنت تقوم بواجباتك الدينية والدنيوية، وحدث مشاكل فلا تقول عدم توفيق، فربما منعك الله فأعطاك، أي منع عنك شيئا سينتج عنه معصية، فهو بذلك يكون منعك فأعطاك، مناشدًا السائل بالحمد والاستغفار».

وتابع: أبشر فالتوفيق هو أن يساعدك الله تعالى لما يرضيه وفيه خير لك، فأحيانًا يكون الفقر ومنع المال خيرًا للإنسان لأن الله تعالى يحبه».


هل الإصابة بالمرض عقوبة من الله ؟
قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إنه لا يمكن أن نجزم بأن المرض عقوبة من الله تعالى لعباده، مشيرا إلى أنه لو عاقبك الله ما كفر عنك ذنبك ولما رفع درجتك.

وأضاف "عاشور" في البرنامج الإذاعي "دقيقة فقهية" ردا على سؤال شخص يقول: "هل المرض عقوبة من الله للعبد" ؟.: إذا ابتلى الله الإنسان بالمرض فقد ذكرك ويريد أن يخفف عنك، فيقول المولى فى الحديث القدسي: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني. فقال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم، استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.

هل الإصابة بمرض خطير تكفير للذنوب

ورد الى دار الإفتاء عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، سؤال يقول صاحبه: " هل الإصابة بمرض خطير تكفير للذنوب " ؟

أجاب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال خدمة البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء، قائلا: "إن إصابة الإنسان بمرض خطير يكون تكفير ذنوب له ورفع درجات".

أذكار تغفر ذنوبك وتستر عيوبك.. اغتنمها
ذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عددًا من الأذكار التي تُنير القبر وتغفر الذنوب وتستر العيوب.

وقال "جمعة" عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، إن ـ(الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث قال: (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) مشيرًا إلى قوله سبحانه: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا).

وتابع: أن النبي ﷺ قال: (اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الْمِلَّةُ - الشريعةُ أو الدِّينُ -، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ).

وأكمل:{سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله} ننزه ربنا عن كل نقص فهو رب العالمين، مشيرًا إلى أنه هو المطلق الذي يفعل ما يشاء ويختار، وأنه ليس هناك من يتألى عليه وليس هناك عظيم سواه وليس هناك أحد يتحكم في هذا الكون إلا إياه سبحانه وتعالى رب العرش العظيم.

وتساءل عضو هيئة كبار العلماء: أتدري من تعبد؟ تعبد ربك الذي سمى نفسه بالأسماء الحسنى ووصف نفسه بالصفات العلى، مضيفًا: أتعرف من تعبد؟ لو عرفته ما عصيته، ولو عرفته لأقمته في نفسك، ولو عرفته لما نسيته،ولكنك من غفلتك مع نفسك تحتاج إلى أن تذكر نفسك وإخوانك {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.

وشرح المفتي السابق معاني الأذكار الباقيات الصالحات، مشيرًا إلى أن{سبحان الله} كلمة جامعة نقولها في الركوع وفي السجود {سبحان ربي العظيم-سبحان ربي الأعلى-سبوح قدوس رب الملائكة والروح} ننزه ربنا عن كل صورة وشكل؛ فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.

وتابع:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له كفوا أحد فليس هناك من هو كفء له سبحانه وتعالى، وليس هناك أحد يشاركه في ملكه، جاء الإسلام بالتوحيد الخالص وأنت تقول {سبحان الله} تصف ربك بما وصف به نفسه وتذكر ربك.

وأوضح مفتي الديار المصرية السابق أنه عندما يخرج اللفظ من لسانك فيعمر جوفك وتكون بذلك من الذاكرين الله كثيرا ومن الذاكرات {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، مشيرًا إلى ضرورة أن يجعل الإنسان لنفسه وردًا من التسبيح بالليل والنهار و(لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأوضح أن {الحمد لله} تعترف بها بنعمة الله عليك وبمنته التي لا تحصى ولا تعد، مشيرًا إلى أن {ولا إله إلا الله} عنوان حياتك ومماتك وعنوان الدنيا والآخرة وأنها الحقيقة التي بها تقوم هذه الأكوان والحقيقة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعتقدها ظاهرا وباطنا حتى يرضى عنا، وفيها إيمان بالله وفيها وتوحيد بذاته وصفاته وأسمائه جل جلاله.

واستطرد: ثم بعد ذلك تكبر ربك عن كل هم وغم ودنيا وانشغال فتقول: {الله أكبر} وهي التي يدخل بها المسلم في الصلاة،وبعد ذلك تتبرأ من قوتك وحولك وتعلم الحقيقة في أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد،فتسلم وتتوكل عليه سبحانه وتعالى وترضى بقضائه وقدره.
 

وأردف أنك تكون عبدا ربانيًا خالصًا في قلبك إذا مددت يدك إلى السماء تقول (يا رب) ليستجيب الله لك وتكون الصلة بينك وبينه، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى إذا ما دعوته فاستجاب لك، فإنك تشعر بالطمأنينة وبالأمن، وتشعر بمعنى الاعتماد عليه والاستناد إلى جنابه الأجل،وتشعر أنك من أعز خلق الله،وتشعر بإكرام الله لك من ضمن إكرامه لبني آدم وبنصرته لك حيث نصرته في قلبك،وتزداد الثقة بينك وبين الله {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.


واسترسل: {لا حول ولا قوة إلا بالله} يقول سيدنا ﷺ: « أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ »، وربنا - سبحانه وتعالى - يدلنا على مفتاح الأمر كله، ومفتاح الأمر أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن صاحب هذا العالم هو الله، وأنه هو الملك القدوس، وأن ملكك في يدك عارية فهو الرزاق الرازق - سبحانه وتعالى -، حتى إن حياتك إنما هي منّه فإنه هو المحي المميت الحي القيوم جل جلال الله، فلا ملك في الحقيقة إلا له ولا حول ولا قوة إلا به.


وأضاف جمعة أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد والله - سبحانه وتعالى - هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو الذي يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء وهو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وهو الذي يجعل الأيام دول مرة الدنيا في يدك ومرة الدنيا عليك والأمر كله بيد الله لا حول ولا قوة بك وإنما الحول والقوة بيد الله - سبحانه وتعالى -.


واختتم عضو هيئة كبار العلماء حديثه: يقول أهل الله عن الباقيات الصالحات؛ أنها تبقى بعد موتك، تضيع الإشارات، وتذهب العبارات، وتبقى هذه الأذكار باقية صالحة، تنير قبرك، وتغفر ذنبك، وتستر عيبك، بإذن الله سبحانه وتعالى.
 


ادعية تغفر الذنوب والمعاصى
 

حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأدعية والأذكار في الصباح والمساء وقبل النوم، وبعد الصلاة وعند سماع الأذان وغير ذلك، وهناك بعض أدعية التى تغفر الذنوب التي يفعلها الإنسان، وعلينا جميعًا الاهتمام بترديدها كما وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.


وردت الكثير من الأدعية والأحاديث فى السنة النبوية المطهرة التى يستطيع الإنسان من خلالها التكفير عن ذنوبه وسيئاته التى يفعلها ومن هذه الأحاديث: قال صلى الله عليه وسلم " من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا غفر له ذنبه" رواه مسلم.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد" رواه البخاري مسلم.