رفضت الزواج بعد وفاة والدها فطردتها أمها.. تفاصيل قاسية عن «مشردة إمبابة»

رفضت الزواج بعد وفاة
رفضت الزواج بعد وفاة والدها فطردتها أمها.. تفاصيل قاسية لـ«م

بملابس غير مهندمة وحجاب تقليدي، ملامح الطفولة بدت على وجهها الذي كساه شعور الرعب والخوف، لا تدرك ما تقوله، تخشى كل من يقترب منها، لا تردد سوى «أمي سابتني.. أمي مش عاوزاني».

تفترش الأرض بجوار سور بمنطقة إمبابة بعدما هربت من بطش وعنف أسرتها، فلم تجد من يحنو عليها عقب وفاة والدها، حتى في دار الإيواء التي ذهبت إليه بكامل إرادتها، «كعب داير» من مسقط رأسها «شطورة» بمحافظة سوهاج إلى أسوان حتى حطت الرحال العاصمة القاهرة، تبحث عن أمان لم تجده بحضن والدتها، التي رفضتها رفضًا قاطعًا منذ أن توفي والدها.

«مريم» صاحبة الـ15 عاما، انتشرت صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الخاصة بالمشردين، باحثين عن أسرتها، بعدما أنهكها التعب، وافترشت الأرض تنتظر من يحنو عليها، تنتظر جرعة الأمان التي فقدتها منذ طفولتها.

تساؤلات كثيرة حول الفتاة، وحول قصتها التي ربما لا يعرف تفاصيلها المارة، وحتى من التقط صورها، في محاولات لمساعدتها.


أمها رفضتها بعد موت أبوها 
حامد حسين، الذي عثر على الفتاة وتحفظ عليها لحين عودة أسرتها، عقب ساعات من تواجدها بالشارع، ليقترب منها في محاولات منه لاطمئنانها وسماع قصتها التي وصفها بـ«القاسية»، قال إن والدتها رفضتها وتخلت عنها بعد وفاة والدها، موضحًا أن الفتاة في الـ15 من عمرها، وأن سبب هروبها من منزلها كان رفض والدتها وزوج والدتها لها بعد وفاة والدها، ورفض الفتاة الزواج كما طلبوا منها: «بعد ما أبوها مات، أمها كانت متجوزة ورفضت إنها تاخدها، لكن اقترحت عليها تتجوز ولما البنت رفضت تتجوز حد أكبر منها وكانت عاوزة تكمل تعليمها، أمها قالت لا جواز ولا تعليم ولا عاوزاكي أصلًا».

قسوة الأم التي ساقتها للتنازل عن ابنتها، ورفض عائلة والدها لها ولتحمل مسؤولياتها، كانوا سببًا في اختيار «مريم» للشارع وفق حديث «حسين»
هربت من سوهاج لأسوان.. ومنها للقاهرة 
من سوهاج إلى إحدى دور الرعاية التي لم تستمر فيها حتى أسوان، رحلة شاقة للطفلة قضتها بين عربات قطار الصعيد، باحثة عن أسرة تتبناها، أو دار تجد فيها بر الأمان، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، لتقرر ركوب القطار دون أن تعرف أين تذهب.

«نزلت القاهرة ومن هناك أخدت توك توك لحد ما وصلت إمبابة»، كانت المحطة الأخيرة لـ«مريم» وفقًا لحديث «حسين»، موضحًا أنها لم تجد أمامها سوى النوم في الشارع على الأرصفة قبل أن يلتقط لها أحد المارة صور مختلفة ويتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، «روحنالها وهديناها واتكلمنا معاها، واتواصل معانا أهلها من سوهاج، اللي وعدونا إنهم هييجوا يستلموها مننا».

واختتم: «لو محدش منهم جه مش هنسيبها وهنوديها دار تاخد بالها منها وتحافظ عليها».