علماء يكشفون.. كيف يؤثر القمر على نوم البشر؟

علماء يكشفون.. كيف
علماء يكشفون.. كيف يؤثر القمر على نوم البشر؟

النوم أحد أهم الأشياء التي يقوم بها الإنسان، لكن الملايين لا يحصلون على ما يكفي منه، وبعض الأسباب التي تمنع الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم واضحة، والبعض الآخر ليس واضحًا وغامضًا، ومن هذه الأسباب الغامضة «القمر».

ويدرس العلماء القمر ودورانه منذ فترة طويلة، للتحقيق في تأثيره المحتمل على نوم الإنسان.

وعلى الرغم من أن نتائج هذه التحليلات كانت غير متسقة إلى حد ما، فإن هناك دراسة جديدة، راقب خلالها فريق من العلماء نوم أكثر من 850 شخصًا في السويد، باستخدام قياسات تخطيط النوم، للتأكد من بداية نومهم ومدته وجودته على مدار عدة سنوات، خلال مراحل الدورة القمرية المختلفة، بحسب موقع «sciencealert» العلمي المتخصص.

في دراسات سابقة، قال العلماء إن زيادة سطوع القمر، الذي يكون في مرحلة «شمع القمر»، الذي يصل ذروته في ليلة اكتمال القمر، يؤثر على نوم الإنسان بشكل ضار عموما، نظرًا لأن الناس يميلون عمومًا إلى النوم بشكل أفضل في الظلام، وأثبتت بعض الدراسات بالفعل هذه النظرية، لكن البعض الآخر لم يؤكد ذلك.

وفي البحث الجديد، يبدو أن النتائج تؤكد أن الدورات القمرية لها تأثير كبير على نوم الإنسان، ولكن المثير للاهتمام، أنه لا يتأثر الجميع بنفس الطريقة.

يقول عالم الأعصاب في جامعة أوبسالا، المؤلف الأول للدراسة، كريستيان بندكيت: «وجدنا أن الرجال أظهروا كفاءة نوم أقل واستيقظوا بعد بداية النوم خلال مرحلة شمع القمر، على عكس الرجال الذين تم قياس نومهم أثناء مرحلة تضاءل القمر».

وتابع: «في المقابل، ظل نوم النساء غير متأثرا إلى حد كبير بالدورة القمرية، والنتائج في النساء أقل إيحاءً بشكل عام عن تأثير القمر على أنماط نومهن».
وكانت المؤشرات الأخرى لتأثيرات القمر، أكثر وضوحًا عند الرجال، بما في ذلك انخفاض كفاءة النوم بنسبة 3.4%، وزيادة اليقظة، واضطرابات أكبر في فترات النوم خلال مرحلة شمع القمر التي تصل ذروتها في ليلة اكتمال القمر.

ونظرًا لكون هذا البحث قائمًا على الملاحظة، لا يدعي الفريق أن هناك تأثيرًا سببيًا، ولكن يقول بنديكت: «دراستنا، بالطبع، لا يمكن أن تفصل ما إذا كان ارتباط النوم بالدورة القمرية سببيًا أم ترابطا فقط».

وبعبارة أخرى، هناك بالتأكيد شيء ما يحدث في هذا الوقت، يبدو أنه يجعل الناس ينامون بشكل مختلف، تزامنًا مع مدى سطوع القمر واكتماله في ليلة معينة، ومن الصعب تحديد مدى هذا التأثير بشكل مؤكد.

وكتب الفريق البحثي في الدراسة: «مع كل يوم خلال مرحلة نمو القمر، يعكس القمر المزيد من ضوء الشمس إلى الأرض، ويصل إلى أقصى قدر من الإضاءة في يوم اكتمال القمر».

وأضافوا «إلى جانب الضوء، تتأثر إيقاعات الساعة البيولوجية التي تتحكم في توقيت وجودة النوم بالإشارات غير الضوئية، بما في ذلك الجاذبية، وبالتالي فإن الاختلافات في جاذبية القمر في وقت النوم بين مرحلتي الشمع والتضاؤل ​​قد تفسر بعض الاختلافات الملحوظة في النوم، وهناك أيضًا تأثيرات مغناطيسية أرضية محتملة قد تكون متضمنة، مما يستدعي مزيدًا من التحقيق».