وفاة روبين هود مصر.. تفاصيل رحيل خُط الصعيد ودفنه بقريته بسوهاج

وفاة روبين هود مصر..
وفاة روبين هود مصر.. تفاصيل رحيل خُط الصعيد ودفنه بقريته بسو

توفى شعيب علم الدين، الشهير بـ«خُط الصعيد»، إثر تعرضه لأزمة مفاجئة ونقله إلى العناية المركزة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وجرى تشييع جثمانه ودفنة مساء أمس الثلاثاء بقريته «القرامطة» بدائرة مركز سوهاج.

ظهرت أسطورة شعيب في الثمانينات، وأستمرت أحداثها وأخبارها لمدة 6 سنوات، ما بين حكايات تنقل عن إرتكابه حوادث «قتل، وتهديد، وفرض سيطرة، ومقاومة سلطات»، وكانت حكايات معظمها من نسج الخيال، وبعض منها حقيقة، وقد ساعدت هذة الحكايات على أن يصل صيت شعيب إلى كل مكان في مصر وخارج مصر.

ففى مصر وصفوه بـ«الخط،» ولقبته الصحف الفرنسية في تقارير عنه بـ«روبين هود»، وأطلقت عليه الإذاعة الليبية لقب «حاكم الصعيد»، وعجزت أجهزة الأمن وقتها في القبض عليه، وتدخل نواب في البرلمان من المحافظة وأقنعوا شعيب بتسليم نفسه للشرطة، وفى أواخر يناير سنة 1985 استجاب شعيب لتدخلات النواب وسلم نفسه للشرطة، وجرى إتهامه أمام القضاء في 39 جريمة متنوعة، ولم يثبت في حقه سوى 2 منها، وصدر عليه حكمين بالسجن 20 سنة، وأثناء فترة سجنه ذاق شعيب مرارة مصرع ابنه الوحيد «27 سنة» في حادث سيارة، ووفاة زوجته، وخرج من السجن في عام 2005، وعقب خروجه قرر التوبة والإلتزام، وتزوج وأنجب ولدا، وفى شهر ديسمبر 2010 أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على شعيب بتهمة حيازة بندقية آلية وكمية من الطلقات، وبعدها عادت أخباره للظهور من جديد.

وكان شعيب قد أكد في تصريحات سابقة أنه يعيش «فى حاله» منذ خروجه من السجن، وأن من يذوق مرارة السجن لا يمكن أن يقرب من طريقه مرة أخرى، منوهًا أنه بعد وفاة أبنه الوحيد وهو في السجن، ووفاة زوجته، فإنه قرر التوبة عن الشر وعدم التراجع عن التوبة.

وقال خط الصعيد: «بعدما خرجت من السجن تركت البلد، وبنيت بيت بعيد عن الناس على مساحة 6 قراريط أمتلكها، وزرعت حوله شجر، وتزوجت واحدة بنت حلال وأنجبت منها أبنى محمد، وهو الشىء الوحيد الذي يربطنى بالحياة، وعملت خفيرًا في شادر لكى أكل لقمة عيشى بالحلال، ولكن تركت الشغل لبعد المكان وفضلت العمل في بيع الفاكهة والخضار».

وأوضح شعيب، أن بداية الإجرام في حياته كانت في عام 1977، حيث حدث خلاف بين أسرته وعائلة أخرى على أرض ملكهم، وأطلقوا نار عليهم، فقتل على إثر ذلك أعمامه الإثنين وأصيب هو بطلقات نارية، ونجا من الموت بأعجوبة، لافتًا إلى أنه عقب تماثله للشفاء قرر أخذ الثأر، فاشترى لذلك رشاش وأخذ بثأره وهرب في زراعات القصب، وكان معه 7 رجال عليهم أحكام، وأثناء هروبهم كل حادثة ترتكب يقال أن شعيب أرتكبها، والصحافة أطلقت عليه لقب «خط الصعيد».

وحكى شعيب وقتها، أنه كان حزينا «علشان الناس ملأها الخوف منه»، معترفًا أنه كان يقاوم الشرطة عندما تطارده لأنه- بحسب قوله- مفيش حد يروح للموت برجليه وخصوصًا «مع اتهامات تودى حبل المشنقة»، مؤكدًا أنه لم يتم تقديم دلائل على الجرائم التي نسبت له، والقضاء حكم عليه في جريمتين فقط شروع في قتل، وحكم عليه في كل واحدة منهما بالسجن 10 سنوات.

وأكد أهالى قريته، أن شعيب صدق في توبته، ومنذ خروجه من السجن وهو في حاله، وكان يصلى الفرائض، وكان يعمل في بيع الخضروات، ويعطى من لا يستطيع دفع ثمن الخضار أو الفاكهة ما يحتاجه دون نقود، لدرجة جعلت الناس تطلق عليه لقب «خُط الخير».