كييف على وشك السقوط..آخر تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا

كييف على وشك السقوط..آخر
كييف على وشك السقوط..آخر تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا

تذوب الثلوج على حدود أوكرانيا تحت ثقل جنازير المدرعات والدبابات، وتحت وطأة الخطوات المتسارعة التي تشهدها البلاد، إثر إطلاق الرئيس الروسي، بوتين «عملا عسكريا» في دونباس، ومن ثم حديث قوات الحدود الأوكرانية عن «توغل شامل» للقوات الروسية على الأراضي الأوكرانية، ما أدى إلى نزوح 100 ألف أوكراني داخليًا فضلًا عن مغادرة الآلاف داخل البلاد.

واليوم جدد الرئيس الأوكراني اتهامه للبلدان الغربية بـ«التباطؤ» ىعن مساعده بلاده، مشددًا أن «أوكرانيا تركت وحدها» قبل أن يطالب الرئيس الروسي بالجلوس على طاولة التفاوض معربًا عن استعداده لوقوف أوكرانيا على «الحياد» بما في ذلك الحيادية فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي «الناتو»؛ لأن بلاده «تريد السلام».

و نرصد في هذه السطور تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، بدءًا من الوضع الميداني إلى ردود الفعل الدولية والوعود بفرض عقوبات، ثم وصولًا لمطالبة الرئيس الأوكراني نظيره الروسي بـ«الجلوس على طاولة التفاوض»

المعارك تنتقل لكييف وتقترب من مباني الحكومة

تدور معارك صباح الجمعة في أحد الأحياء الواقعة في شمال كييف بينما يبدو أن القوات الروسية تشدد الخناق حول العاصمة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية على صفحتها في فيسبوك أن عملية تخريبية للقوات الروسية تنفّذها فرقة خاصة مؤلفة من جنود استطلاع. في الرسالة نفسها، طلبت الوزارة الأوكرانية من المدنيين في الحي حمل السلاح. وكتبت «نطلب من المواطنين إبلاغنا بتحركات العدو وصنع زجاجات حارقة وتحييد المحتل!».

في وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الأوكراني أنه يقاتل وحدات من المدرّعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كيلومترا شمال كييف العاصمة. وأكد أن تم وقف «تقدم قوات العدو على ضفة نهر تييروف، وتدمير الجسر فوق النهر».

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح وإن أحدهم في حالة خطرة، جراء سقوط حطام صواريخ في منطقة سكنية في جنوب شرق العاصمة.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني في تغريدة أن «إطلاق مروّع لصواريخ بالستية روسية على كييف. آخر مرة شهدت فيها عاصمتنا أمرًا مماثلًا كانت في 1941 عندما تعرّضت لهجوم من ألمانيا النازية. انتصرت أوكرانيا على هذا الشيطان وستنتصر أيضًا على ذلك».

استعادة السيطرة على مطار جوستوميل

أعلنت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أنها استعادت السيطرة على مطار أنتونف العسكري في غويتوميل الواقع على مشارف العاصمة الأوكرانية، والذي كانت قد سيطرت عليه القوات الروسية. وقالت على فيسبوك أيضا إن «وحدة تكتيكية لقوات الدفاع تدير مطار جوستوميل».

موسكو تمنع الطائرات المرتبطة ببريطانيا من دخول مجالها الجوي

أعلنت روسيا الجمعة أنها ستمنع كل الطائرات المرتبطة ببريطانيا من دخول مجالها الجوي بعدما فرضت لندن عقوبات على شركة الطيران الروسية أيروفلوت ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

الرئيس الاوكراني يدعو لضرورة التفاوض وإنهاء القتال

صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في خطاب مسجّل، «سيتحتم على روسيا التحدث إلينا عاجلا أم آجلا. التحدث عن كيفية إنهاء القتال ووقف الغزو، وبقدر ما تبدأ هذه المحادثات في وقت مبكر، تقل الخسائر التي ستتكبدها روسيا نفسها».

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تشديد العقوبات التي فرضها على روسيا.

خسائر لأوكرانيا مقابل أهداف «ناجحة» لموسكو

أكدت روسيا مساء الخميس أنها أتمت «بنجاح» كل الأهداف المحددة في اليوم الأول من غزوها لأوكرانيا، حيث أسفرت عمليات قصف ومواجهات عن عشرات القتلى، بحسب السلطات الأوكرانية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في كلمة متلفزة فجر الخميس، شنّ «عملية عسكرية خاصة» دفاعًا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا و«لنزع سلاح» جارته الموالية للغرب. وأكد الكرملين أنه يريد فرض «وضع محايد» في أوكرانيا.

وأعلن الجيش الروسي بعد ظهر الخميس أنه دمّر 74 منشأة عسكرية بينها 11 مهبط طائرات في أوكرانيا، إضافة إلى 18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية، وهي تصريحات لا يتسنّ التحقق منها.

في المقابل أعلن الرئيس الأوكراني فجر الجمعة أنّ 137 أوكرانيًا على الأقلّ قتلوا منذ بدء الغزو الروسي لبلاده صباح الخميس.

وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو بثّت على الموقع الإلكتروني للرئاسة إنّ «137 بطلًا من مواطنينا» قتلوا في الاجتياح الروسي و316 آخرين أصيبوا بجروح في المعارك.

في أعقاب ذلك أعلن زيلينسكي الجمعة التعبئة العسكرية العامة لمواجهة الغزو الروسي لبلاده الذي بدأ صباح الخميس، بحسب مرسوم نُشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية.

وأضاف في خطاب عبر الفيديو «تلقينا معلومات عن دخول مجموعات تخريبية تابعة للعدو إلى كييف»، داعيا السكان إلى اليقظة والتزام حظر التجول.

زلنيسكي باق في كييف لكن «أوكرانيا تركت وحدها»

أعلن الرئيس الأوكراني مساء الخميس أنه باقٍ في كييف التي تواجه هجمات تشنّها القوات الروسية. وقال «سأبقى في العاصمة. عائلتي أيضا في أوكرانيا. وبحسب المعلومات التي بحوزتنا، فقد حددني العدو على أنني الهدف رقم 1. وعائلتي هي الهدف رقم 2».وأعرب عن أسفه لأن كييف «تُركت وحدها» في مواجهة الجيش الروسي.

ماكرون يتراجع: من المفيد «ترك الطريق مفتوحا» للحوار مع روسيا

وتراجع الرئيس الفرنسي عن لهجته الحادة مع الدب الروسي معتبرًا أن أنّ من المفيد «ترك الطريق مفتوحا» للحوار مع روسيا من أجل وقف هجومها على أوكرانيا، غير أنه ندّد في الوقت نفسه بـ«ازدواجية» نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال إنه أجرى الخميس «محادثة صريحة ومباشرة وسريعة» مع بوتين.

القوات الروسية تتوغل بريًا في الأراضي الأوكرانية

دخلت قوات برية روسية إلى منطقة كييف من أراضي بيلاروس لشنّ هجوم على أهداف عسكرية، بحسب كييف، وخلال ساعات، بدت تتقدم نحو العاصمة.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الانفصاليين الموالين لروسيا الذي يخوضون معارك ضد الجيش الاوكراني في شرق البلاد بدعم روسي، «تقدّموا سبعة كيلومترات» في هجومهم.

من يدفع ثمن الحرب؟

أسفرت الحرب التي لم تكد تكمل يومها الثاني، عن نزوج مئة ألف أوكراني داخليًا فضلًا عن مغادرة الآلاف خارج البلاد؛ إذ أفادت الأمم المتحدة الخميس أن نحو مئة ألف شخص نزحوا من منازلهم داخل أوكرانيا فيما غادرها آلاف آخرون إلى الخارج، بسبب الهجوم العسكري الروسي.

السيطرة على تشيرنوبيل

ومن جهة أخرى أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن القوات الروسية سيطرت على محطة تشيرنوبيل التي شهدت عام 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ،ووصفت ذلك بـ«الكارثة» التي تهدد العالم.

عقوبات وحديث عن «نبذ» دولي

أثار الغزو الروسي وابلًا من الإدانات من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وحتى تركيا فيما قالت الصين من جهتها إنها «تتفهم مخاوف» روسيا.

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة جديدة من العقوبات تستهدف المصارف الروسية والنخبة الحاكمة والصادرات الروسية، معتبرًا أن ذلك سيجعل بوتين «منبوذ على الساحة الدولية».

وأعلنت اليابان الجمعة عقوبات تستهدف القطاع المالي الروسي وصادرت القطع الإلكترونية إلى روسيا.

كذلك وافق قادة الاتحاد الاوروبي في مستهلّ قمتهم الخميس في بروكسل على فرض رزمة جديدة من العقوبات على روسيا، ردًّا على اجتياحها أوكرانيا، مستهدفين قطاعات المال والطاقة والنقل، ومؤكدين في بيان أنّ «تداعيات» هذه الإجراءات ستكون «هائلة وخطيرة».

من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الجمعة أن جلسة استثنائية لمجلس وزراء داخلية الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستعقد نهاية هذا الأسبوع «لمناقشة التصدي عمليا للوضع في أوكرانيا».

وقال مصدر في السلطة التنفيذية لفرانس برس إن «مواضيع عدة ستكون على جدول الأعمال بينها الرد الأوروبي على الآثار الإنسانية والأمنية، فضلا عن الإجراءات الانتقامية» لكن لم يحدد موعد ومكان اللقاء.

صوت الإنسانية يعلو فوق صوت الحرب

تظاهر آلاف الأشخاص الخميس في برلين وباريس وبراغ ووارسو ودول أخرى كثيرة ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.

أما في روسيا، فقد أوقف الشرطة أكثر من 1700 شخص أثناء تظاهرات ضد الحرب في 51 مدينة، معظمهم في موسكو وسان بطرسبرغ، وفق ما نقلت منظمة أو في دي-انفو غير الحكومية.

لن نسمح بتحول أوكرانيا لـ«خنجر» في يد أمريكا

قال رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرجي ناريشكين، الجمعة، إن موسكو لن تسمح بأن تتحول أوكرانيا إلى «خنجر» في يد واشنطن.

أوكرانيا تتهم الغرب بـ«التباطؤ» وتدعو روسيا للحوار

اتهم الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي، البلدان الغربية بـ«التباطؤ»عن مساعدة أوكرانيا، رغم مناشدته مرارًا وتكرارًا، واصفا التفاعل الأوروبي بـ«غير الكافي» مؤكدًا أن أوروبا لا تزال قادرة على وقف «العدوان الروسي» حال «تحركت بسرعة».

ودعا الرئيس الأوكرانبي نظيره الروسي إلى الجلوس على طاولة التفاوض.