في شهر رمضان..تفاصيل التوترات الأمنية بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية

في شهر رمضان..تفاصيل
في شهر رمضان..تفاصيل التوترات الأمنية بين الفلسطينيين والسلط

شهدت الضفة الغربية وعدة مدن داخل إسرائيل في الأيام الأخيرة توترات أمنية وعدة حوادث طعن أسفرت عن ثلاث هجمات دموية قُتل خلالها 11 شخصًا و4 مهاجمين، فقررت الحكومة الإسرائيلية تشديد القيود على دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل، لا سيما القادمين من الضفة الغربية خلال رمضان.خاصة أنه في شهر رمضان الماضي، وقعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى خلّفت مئات الجرحى، وأدت إلى اندلاع حرب استمرت 11 يومًا.

اشتباكات متبادلة 

في الأسبوع الماضي قُتل فلسطينيان الخميس في اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية. تأتي هذه المواجهات بعد أن شن الجيش الإسرائيلي عدة مداهمات على المخيم والمناطق المجاورة لهذلك للقضاء على عشرات المسلحين الذين ينتمون لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، خاصة وأنهم يتمركزون داخل مخيم جنين منذ فترة طويلة.
في حادث آخر منفصل، قال الجيش في بيان إن فلسطينيًا طعن إسرائيليًا في حافلة قرب مستوطنة "أليعيزر" جنوبي مدينة بيت لحم، وإن المصاب نقل إلى مستشفى لتلقي العلاج. كما سبق هاذان الحادثان عملية طعن ودهس بالسيارة قُتل فيها 4 إسرائيليون في مدينة بئر السبع، وكان لها صدى واسع وأثارت ردود أفعال أمنية غاضبة داخل إسرائيل.

التصعيد الإسرائيل والرد الفلسطيني

تتخوف المؤسسات الأمنية الإسرائيلية من احتمالات التصعيد الأمنى فى الضفة الغربية والمناطق العربية بالداخل الإسرائيلي، خلال الفترة المقبلة فى ظل تزامن فترة المناسبات والأعياد الإسلامية واليهودية مع الذكرى الأولى لعملية حارس الأسوار، التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة العام الماضى. من أجل هذا تستعد المؤسسات الإسرائيلية لمواجهة التوتر، الذى لا يزال متواجدا فى القدس والأماكن المقدسة، بخطة موسعة، تتضمن عدة إجراءات سياسية وأمنية، خشية الاندلاع المفاجئ للمواجهات، واحتمالات اتساع نطاقها حال انضمام الحركات الفلسطينية فى القطاع إليها.
كان أهم هذه الإجراءات وأخرها عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الثلاثاء، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت نحو 400 مشتبه فيهم وزعم بإحباط أكثر من 15 عملية في الضفة الغربية ومناطق أخرى.مضيفًا أنه حتى الآن تم إحباط أكثر من خمسة عشر هجوما وتنفيذ عشرات المداهمات على المنازل.فيما أعلنت الحكومة الفلسطينية، الإثنين تعيين 1500 عنصر أمن جديد في أجهزتها الأمنية مع ازدياد التوتر في الأراضي الفلسطينية.

شهر رمضان أم شهر التوترات 

شهد شهر رمضان الماضي عدة توترات في الداخل الإسرائيلي والضفة الغربية انتهت بعملية عسكرية شاملة شنتها إسرائيل على مدينة غزة، موازية لحملة اعتقالات واسعة داخل المدن الإسرائيلية. في هذا الشأن علق وزير الدفاع الإسرائيلي عندما سُئل عن احتمالية اندلاع مواجهات عسكرية مع الفلسطينيين، أن رمضان شهر عبادة ولا نريد تحويله لشهر عمليات عسكرية مثل العام الماضي، وأن الجيش الإسرائيلي مستعد لكل السيناريوهات.


هذا وتشهد ساحات المسجد الأقصى حوادث بين الحين والآخر، وتوترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب دخول متطرفين يهود إليه لتأدية شعائر دينية، في خطوات يراها الفلسطينيون استفزازية.وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت في وقت سابق نشر ثلاثة آلاف شرطي إضافي في القدس، بحسب صحيفة هآرتس. كما أن الشرطة الإسرائيلية وضعت مدينة القدس تحت قائمة المدن الأكثر حساسية فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن رفع حالة التأهب في الضفة الغربية.

ومن الجانب الفلسطيني أعلن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عن الاستنفار العام لسرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في جميع أماكن وجودهم، وذلك في أعقاب اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية، ما وصفته بـ"التصعيد الإسرائيلي الخطير" ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، والتي تمثلت باقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية، وما وصفته بـ"الجريمة البشعة" في مدينة جنين.وحذرت الرئاسة في بيان لها، من هذا التصعيد الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية. 


توترات واتهامات متبادلة تسلب الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك وتنزع كل مظاهر الاحتفال به خوفًا من اندلاع حرب شاملة متذكرين الدمار والتهجير الذي خلفته الحرب الماضية، راغبين في العيش الهادئ وتأدية العبادات والطقوس الدينية الخاصة بشهر رمضان في أمان وسلام.