استحل جسديهما وعاملهما كعاهرات.. قصة سجن أب مصري مدى الحياة بعد 14 عام من قتل ابنتيه | فيديو

استحل جسديهما وعاملهما
استحل جسديهما وعاملهما كعاهرات.. قصة سجن أب مصري مدى الحياة

واحدة من أغرب القضايا التي شغلت الرأي العام في الولايات المتحدة طوال 14 عام، حيث تجرد مهاجر مصري - امريكي من كل معنى للأبوة، وقتل ابنتيه المراهقتين رميا بالرصاص في عام 2008، ليظل الرجل هاربا والشرطة تبحث عنه، إلى أن تم إلقاء القبض عليه قبل عامين، وظلت القضية في المحاكم إلى أن تم الحكم عليه أمس، بالسجن مدى الحياة.

أب يقتل ابنتيه غدرا

أمينة وسارة، شابتان في مقتبل العمر، الأولى كانت 18 عام، والثانية 17 عام في 2008، فجأة قرر والدهما سائق التاكسي السيناوي ياسر عبد الفتاح سعيد، قتلهما رميا بالرصاص، وفر هاربا.

ظل الأب هاربا لمدة 12 عام، وتم تصنيفه ضمن أخطر 10 مجرمين مطلوبين في الولايات المتحدة، الى أن تم اعتقاله في أغسطس 2020، واسدلت المحكمة الستار عن القضية، بمعاقبته بالسجن مدى الحياة.

زوجته تطلب الطلاق لمعاملته السيئة

خرج ياسر سعيد من مصر عام 1983 بتأشيرة طالب، وعمل سائق سيارة أجرة في أمريكا، وتزوج عام 1987 من فتاة امريكية تدعى باتريشيا أوينز 15 عام.

انجب ياسر من زوجته 3 ابناء، اسلام، وأمينة وسارة، في ثلاث سنوات متتالية، إلا أن زوجته طلبت الطلاق بزعم إساءة معاملة الزوج لها.

عامل ابنتيه كعاهرات

في عام 1997 حصل ياسر على الجنسية الأمريكية، وبدأ في التعامل مع ابنتيه بشكل شاذ، حيث اعتاد على ملامسة اجسادهما بصورة لة تليق بأب.

أخبرت الإبنة أفراد والدتها وبعض الأصدقاء أن والدها اعتدى عليها وشقيقتها جسديا وجنسيا، وقالت في مكالمة هاتفية مسجلة ان والدها «يعاملها كعاهرة»، بينما ظهرت أمينة في أكثر من مرة في المدرسة وهي مصابة بكدمات، وأخبرت أمينة صديقاتها أن والدها هو من أصابها بالجروح، وابلغت والدتها أن والدها عاشرها بالقوة، والولم تسمح لها والدتها بالحصول على رعاية طبية لعدم اتهام الأب.

وأضافت الشقيقتان، أن سعيد  يتجسس عليهما عن طريق كاميرات فيديو خفية وأجهزة تسجيل صوتي دون عليهما.

محاولة الهرب من قبضة الأب

حصلت سارة على وظيفة بعد المدرسة، في متجر صغير، وبدأ سعيد في التسجيل لها بالفيديو في العمل، وعاقبها على ابتساماتها الزائدة للعملاء.

فيما بدأت أمينة في مواعدة شاب يدعى «جوزيف مورينو» التقت به أثناء حضور دروس التايكوندو، عندما كان سعيد خارج البلاد، وشعرت بالقلق من مقابلة مورينو، لدرجة أنها اتفقت معه على كلمة سر للحديث هربا من مراقبة الأب، الذي يتصفح هاتفها يوميا، وانتهى الأمر بنقل سعيد عائلته لمسافة 32 كم إلى منزل جديد جنوب تكساس، مما دفع أمينة لوضع خطط للهروب مع مورينو، والزواج في لاس فيجاس، وبدء حياة جديدة.

مورينو يخطط للزواج من أمينة

ذكر الشاب مورينو، في التحقيقات أنه ترك المدرسة الثانوية لكسب المال، حتى يتمكن من توفير ما يكفي من المال لمساعدة أمينة على الهرب والزواج منها.

وأضاف مورينو: «سعيد هدد بانتظام بقتل أمينة، وكانت تعلم أنه يقصد ذلك»، كانت أمينة قلقة من أن يقتل والدها مورينو ورفضت إعطاء اسمه لوالدها أثناء تعرضها للضرب.
الهروب المفاجئ للأم وبناتها

في عام 2007، هربت أمينة وسارة مع والدتهما باتريشيا إلى تولسا، حيث كان لصديق أمينة أقارب بها.

ظل ياسر يحاول الاتصال بزوجته، إلى أن نجح في اقناعها بالعودة إلى المنزل مع الفتيات، مقدما وعود بأنه تغير بالفعل، وسيسعى لتعويضهن عن أي معاناة، ووافقت سارة الا ان أمينة كانت رافضة لشعورها بالقلق.

خطة الخلاص من الفتيات في رأس السنة

في 1 يناير 2008، اصطحب ياسر سعيد، أبنتيه أمينة وسارة في سيارته الأجرة، وقبّلهما وقال لهما إنه سيصطحبهما إلى الخارج لتناول الغداء والتحدث معهما على انفراد لتحسين العلاقة، ورفض اصطحاب باتريشيا، بزعم التحدث إلى الفتيات بنفسه.

قادهما إلى إيرفينج، حيث أطلق النار على الفتاتين في سيارة الأجرة. توفيت أمينة على الفور، بينما تمكنت سارة من الاتصال برقم 911 قبل وفاتها وهي تصرخ: «ساعدوني، أطلق والدي النار عليّ، أنا أموت، أنا أموت!».

هرب الأب والاختفاء 12 عام

اختفى سعيد تماما بعد الحادث، ورفعت زوجته قضية للحصول على الطلاق في عام 2009.
وشُوهد سعيد بعدها يقود سيارة أجرة في نيو جيرسي، وهو ما دفع FBI لتعميم بيان بصورته وأوصافه للقبض عليه، وفي 4 ديسمبر 2014، تمت إضافة سعيد من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى قائمة المطلوبين الهاربين، بمكافأة 100000 دولار لمن يقودهم لأي معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

ظل سعيد هاربا لمدة 12 عامًا، وقضى 6 سنوات على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأخطر 10 مجرمين مطلوبين، وفي نفس العام، صدر فيلم وثائقي عن مقتل سارة وأمينة سعيد بعنوان «ثمن الشرف».

الابن يتستر على والده المجرم

في 14 أغسطس 2017، تم فتح التحقيق في القضية مرة أخرى، بعد أن أفاد عامل صيانة بمشاهدة سعيد في مجمع سكني في تكساس، حيث استأجر إسلام سعيد ابن ياسر شقة، قال عامل الصيانة إنه رأى رجلًا يطابق وصف ياسر داخل شقة إسلام.

عندما عرض عليه المحققون صورة ياسر سعيد، تعرف عليه العامل، وتمت مداهمة الشقة، إلا أن سعيد تمكن من الهرب.

في أغسطس 2020، بدأت الشرطة مراقبة منزل في تكساس على مدار 24 ساعة، لاحظوا دخول إسلام وياسين، شقيق ياسر، إلى المنزل وخروجهما، وظل رجل آخر داخل المنزل بعد مغادرة الرجلين. 

بعد أسبوع من المراقبة، حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على مذكرة تفتيش واعتقل ياسر في 26 أغسطس 2020، كما تم اعتقال نجله إسلام 32 عامًا، وشقيقه الأصغر ياسين عبدالفتاح سعيد 59 سنة. 

واتُهم ابن وشقيق سعيد بإخفاء شخص عن الاعتقال، كما تشتبه السلطات في أن أشخاصًا آخرين ساعدوا سعيد في الإفلات من الاعتقال على مر السنين.