محاولة لتجاوز الماضي..زيارة خليل الحية إلى دمشق ومكانته بين قادة حماس

محاولة لتجاوز الماضي..زيارة
محاولة لتجاوز الماضي..زيارة خليل الحية إلى دمشق ومكانته بين

التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس خليل الحية في عداد وفد ضم عددًا من قادة ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في دمشق في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2022،زيارة حملت في طياتها الكثير ن وأثارت العديد من التساؤلات والنقاشات داخل النظام السوري وبين قادة حماس.


وقد أعلنت حركة حماس من دمشق استئناف علاقتها مع السلطات السورية إثر لقاء وصفته بـ"التاريخي" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع واستمرت أكثر من عشر سنوات.وكانت حماس، تُعد من أوثق الحلفاء الفلسطينيين للأسد. وجعلت من دمشق مقرًا لها في الخارج طوال سنوات، قبل أن تنتقد قمع السلطات للاحتجاجات التي عمّت البلاد بدءًا من منتصف آذار/مارس 2011.ؤوالتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية في الحركة خليل الحية الأسد ضمن وفد ضمّ عددًا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، في أول لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء النزاع.وقال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا الى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك... مع سوريا".وأضاف "نعتبره لقاء تاريخيًا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".


خليل الحية الرجل الطامح لقيادة حماس في المستقبل

خليل الحية هو سياسي فلسطيني محسوب على حركة حماس، التي شغل فيها مناصب عدة، آخرها رئيس مكتب العلاقات العربية- العربية.

ولد الحية في غزة عام 1960، وهو حاصل على درجة البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983، ودرجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية سنة 1986، ثم حصل على شهادة الدكتوراة في السنة وعلوم الدين من جامعة السودان عام 1997.

بدأت حياته السياسية رسميًا عام 2006، حين انتُخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلًا عن حركة حماس، إلا أن انضمامه ونشاطه في الحركة بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، وشغل مناصب عدة داخلها.
يحاول الحية أن يستغل علاقته القوية والوطيدة بإيران وحلفائها في المنطقة وأهمهم حزب الله، من أجل الوصول لأعلى المناصب السياسية داخل حركة حماس. فالرجل لا يخفي طموحاته القيادية،وكثيرًا ما تعارضت آرائه مع أراء القادة الكبار داخل الحركة. شخصيته تنُم عن طموح قيادي واضح مستغل دعم خارجي قوي، ومحاولًا لبناء جبهة داخلية داخل الحركة تدعمه وتناصره في المواقف الصدامية.


نتجاوز الماضي

شعار حماس هو تجاوز مواقفها السابقة من أجل المصلحة السياسية، فلقد توتّرت العلاقات تدريجيًا بين الطرفين إثر اندلاع النزاع في سوريا. وغادر قياديو الحركة وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي السابق في الخارج خالد مشعل دمشق في شباط/فبراير 2012. وأغلقت الحركة كافة مكاتبها وأوقفت أنشطتها فيها. كما ايدت حماس الثورة السورية ودربت مقاتلي الجيش الحر الذي يحارب ضد قوات النظام السوري في الأراضي السورية.
في هذا السياق ومن أجل تجاوز الماضي قال الحية "أي فعل فردي هنا أو هناك هو فعل خاطئ لا تقره قيادة الحركة ولم تقره"، مؤكدًا "اننا متفقون مع سيادة الرئيس على أن نتجاوز الماضي ونذهب الى المستقبل".

وأضاف "نستعيد علاقتنا مع سوريا العزيزة بقناعة وبإجماع قيادي.. وبتفهّم من محبي حركة حماس"، مؤكدًا ردًا على سؤال صحافي، عدم تحفظ أي من حلفائهم أو داعميهم الإقليميين، خصوصًا تركيا وقطر، على هذه الخطوة.
 

خليل الحية همزة الوصلبين حماس وإيران وحلفائها (حزب الله – النظام السوري)

يُعرف عن خليل الحية قربه من إيران وحزب الله اللبناني، إذ لم يتوانَ في كل المحافل السياسية عن توجيه الشكر لإيران، بسبب دعمها لحركة حماس، وغالبًا ما يتواجد على رأس وفود الحركة خلال لقائها مسؤولين إيرانيين أو مسؤولين في حزب الله. حيث أن إيران تقدم لحماس كل أشكال الدعم، وهذا الدعم مستمر، وكان ومازال عاملًا مساعدًا على قوة وقدرات حماس، بحسب ما نقلت وكالة أنباء فارسالإيرانية عن الحية أواخر عام 2021.
ويعتبر الحية أن علاقة حماسبإيران هي بمثابة (اعتزاز) للحركة، بقوله "إن العلاقة مع إيران نعتز بها ولا نخفيها، ونرحب بكل أشكال الدعم طالما تتجه نحو فلسطين والقدس".


إلى جانب ذلك، يلتقي خليل الحية مرارًا بالأمين العام لـ حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، كان آخرها في أغسطس/ آب الماضي، في رسالة علنية ليست جديدة تؤكد اصطفافه مع محور إيران وحزب الله.
الحية أكثر من حرص على علاقة حماس بالنظام السوري
كان خليل الحية من أوائل أعضاء حركة حماس الذين دعوا إلى إنهاء القطيعة مع النظام السوري، وإعادة العلاقات معه إلى سابق عهدها.وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال الحية في لقاء مع صحيفة الأخبار اللبنانية، إن حماس أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع النظام، بعد مناقشة داخلية وخارجية شملت قادة وكوادر الحركة وحتى المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، حسب تعبيره.وأضاف أن الظروف والشكل والتوقيت قد نوقشت، مردفًا: وضعت خطة سيتم تنفيذها بمساعدة الحلفاء.
لخليل الحية مواقف أخرى تُظهر تقربه من نظام الأسد، إذ انتشرت تصريحات له منتصف العام الجاري، قال خلالها إن إسرائيل تعتدي على سوريا لأنها لم تستطع تطويعها للحاق بركب التطبيع، حسب تعبيره.


معارضة داخلية سورية لعودة العلاقات مع حماس

في بيان رسمي يعد الأول منذ قطع حماس علاقتها مع دمشق اعتذرت الحركة عن الموقف الذي اتخذته من نظام الأسد في عام 2012 ووافقت خلاله على الشروط الثلاثة التي وضعها النظام من أجل استئناف العلاقات إذ اعترفت ببشار الأسد رئيسًا، وتطلعت لأن تستعيد سوريا مكانتها بين الدول العربية، وأكدت أن كل الأراضي السورية يجب أن تكون موحدة تحت حكمه ورفضت المساس بذلك، كما دعمت الجهود التي وصفتها بـ"المخلصة" من أجل استقرار وسلامة سوريا وازدهارها وتقدمها.


ستتمتع حماس بالعديد من المزايا نتيجة عودة علاقتها مع النظام السوري، أهمها حرية الاستثمار لجلب الأموال بعد أن جمدت أرصدة واستثمارات كبيرة لها كان من بينها مشاريعها في السودان. كما تسعى إلى اتخاذ الأراضي السورية مقرًا رئيسًا لها وتنقل مكتبها إلى دمشق ومن هناك تمارس نشاطها السياسي والعسكري، وذلك يسهل عليها تقاربها من محور إيران ويخدم مصالحها.
اثارت أنباء عودة العلاقات مع حماس جدل بين الساسة السوريين، لذلك اشترطت الحكومة السورية من أجل عودة العلاقات مع حركة حماس،أنتكون محددة بجناح المقاومة دون الشق الإخواني ودون تمثيل لها في البلاد، في أعقاب الحديث عن زيارة لسوريا.