كانت بتخاف عليه من الهواء.. لماذا قتلت هناء طفلها وقطعت جثته؟

كانت بتخاف عليه من
كانت بتخاف عليه من الهواء.. لماذا قتلت هناء طفلها وقطعت جثت

أحبت هناء طفلها حد الجنون، لا تطيق غيابه عنها، حتى في ساعات العمل كانت تصطحبه معها. فجأة دون مقدمات، قتلته، وقطعت جثته أجزاء، قبل أن يكتشف جيرانها في إحدى قرى مركز فاقوس شمال محافظة الشرقية، الجريمة التي تحقق فيها النيابة العامة حاليا.

المتهمة "هناء" (29 سنة- عاملة بأحد مصانع فاقوس، بجانب عملها في الحقول الزراعية)، أما المجني عليه ابنها "سعد"، لم يُكمل عامه الخامس بعد.

قبل 6 سنوات، تزوجت هناء بشاب يكبرها بعامين، وأقاما في مسكن أسرة الزوج بإحدى قرى مركز فاقوس، رُزقا بالطفل سعد.

في البداية كانت حياة الأسرة مستقرة تسير على وتيرة واحدة، الأب يعمل في زراعة أرضه بينما زوجته ترعى شؤون الأسرة بجانب مساعدة زوجها في أعمال الحقل.

مُبكرا عرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، فلم يكد يمر عامين على زواجهما، حتى توفي والدها، وبدأ زوجها يطالبها بالميراث، لكن والدتها كانت ترفض حتى مجرد الحديث عن الميراث والأرض، ما أدى إلى تطور الخلاف بين الزوجين، انتهى بالانفصال.

انتقلت هناء وطفلها للعيش رفقة والدتها وشقيقها في منزل الأسرة بقرية أبوشلبي، لكن لم تسعد بالعيش معهما، فأقامت وطفلها في مسكن قديم مجاور لمنزل والدتها.

في ظلام دامس، أقامت هناء وطفلها، على مدار عامين. المسكن كان يفتقر لأبسط مقومات الحياة، حتى تدخل أهالي القرية لإقناع الأم بضرورة منحها ميراثها عن والدها.

قبل نحو عام، اختطف طليق هناء طفلهما؛ بعدما منعته من رؤيته: "كانت ترفض أن يرى طليقها الطفل أو يأخذه بعض الوقت".

في الآونة الأخيرة، تحصلت هناء على 200 ألف جنيه من ميراث والدها إضافة إلى قطعة أرض بجوار مسكن والدتها، بمساعدة أهالي القرية أنشأت مسكنا متواضعا مكون من حجرتين ومطبخ وحمام، واحتفظت بباقي المبلغ مع عمها.

"هناء" ليس لها أي مصدر دخل ولا تملك أموالا سوى مبلغ متبقي من ميراثها، ما دفعها للعمل في الأراضي الزراعية مقابل "يومية" تُعينها على توفير متطلبات المنزل واحتياجات طفلها.

لم تفارق هناء ابنها نهائيا، كانت تخشى عليه من أي شيء، لا تُطيق غيابه عنها، حتى في ساعات العمل كانت تصطحبه معها، اعتاد الأهالي رؤيتهما سويا: "كانت بتخاف تسيبه مع حد..حتى في الشغل كانت تاخده معاها.. تصرخ في أي حد يقرب منه"، بحسب أحد جيرانها.

بسبب سلوك هناء العدواني، يتجنبها جميع جيرانها لا أحد يتعامل معها، تقول إحدى جيرانها: "دايما تصرخ في أي حد يتكلم معاها.. الكل كان يرفض التعامل معها".

عصر الخميس قبل الماضي، حضر طليق هناء؛ لاصطحاب طفلهما سعد وشراء ملابس العيد وبعض الألعاب، لكنها وبخته ورفضت أن يذهب الطفل مع والده، فتدخل أحد أقاربها لاحتواء الموقف وتعهد لطليقها أن يقضي الطفل معه يوما كاملا نهاية الأسبوع المقبل.

كعادتها تصطحب هناء طفلها مبكرا؛ لشراء الخبز وبعض احتياجاتهما، لكن الخميس الماضي اختلف السيناريو المتعاد، وخرجت هناء بمفردها، ما أثار استغراب الأهالي وتسألوا عنه:" فين ابنك يا هناء" فتركتهم دون رد.

عصر الخميس الماضي، سمع أحد الجيران، هناء تبكي بشدة، فطرقوا باب المسكن للاطمئنان عليها، لكنها رفضت فتح الباب: "أنا بستحمى ومش هينفع أفتح". عاودوا طرق الباب بعد فترة، فرفضت فتح الباب، فارتاب الأهالي في أمرها، وتسلق أحدهم ونظر من شباك مطل على الشارع فشاهدها نائمة في "الحمام"، فدفعوا الباب بقوة ودخلوا للاطمئنان على الطفل.

"فين ابنك يا هناء".. سؤال وجهه أحد الجيران، فأشارت نحو إناء فوق شعلة بصالة المسكن، بكشف الغطاء عن الإناء وُجد بعض أجزاء من جثة الطفل، فسقط الجار أرضا مغشيا عليه من هول الصدمة.

نظرت هناء إلى الجيران قائلة:"ابني في الدولاب" فعثر الأهالي على أجزاء من الجثة بجردل داخل الدولاب.

أبلغ الأهالي مركز شرطة فاقوس، فانتقلت قوة أمنية إلى مسرح الحادث، وتمكنت من ضبط المتهمة.

بمواجهة المتهمة اعترفت بارتكاب الواقعة: ضربته بعصى خشبية على رأسه حتى فقد الوعي، ثم ذبحته بسكين وسحلت جثته إلى دورة المياه وأخذت أقطعها أجزاء، مبررة فعلتها: "بحرق دم أبوه عليه".

تحرر المحضر اللازم، بالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.