نال الحكم الذي يستحقه.. كيف اختطف ميكانيكي الشرقية طفلًا وهتك عرضه لـ30 دقيقة؟

نال الحكم الذي يستحقه..
نال الحكم الذي يستحقه.. كيف اختطف ميكانيكي الشرقية طفلًا وهت

لم يرحم توسلاته أو يرق قلبه لحداثة سنه، بل إنه أتى بذنبٍ عظيم سبقه قوم لوط؛ حين سولت له نفسه استدراج وخطف الصغير وإتيانه لنحو نصف ساعة رغمًا عنه داخل مسكنه الذي أوهمه سلفًا بأنهما سيجلبان منه شيئًا مهمًا.

داخل إحدى المناطق المكتظة بقاطنيها في نطاق مركز شرطة أبو حماد بمحافظة الشرقية، وبينما تتوسط الشمس صفحة سماء السبت الأخير من شهر يونيو الماضي، كان الصغير يلهو في الطرقات كعادة سنوات عمره التي تفصلها بضعة أشهر عن بلوغ العاشرة، لكن في الجزء البعيد من المشهد كان "حسن" الميكانيكي صاحب الذكر السيء في كل شيء.

بحركات سبقت الحديث وكأنه يُمهد لشذوذه راح "ح" ينظر بكل تبجح وشهوة مُحرمة إلى الصبي، قبل أن يقترب منه ويداه تلامس كتفه: "تعالى معايا هنروح نجيب حاجة من البيت"، وهو الطلب الذي انطلى على الصغير وسار معه دون أن يعي تفاصيل ما ينتظره مما يصعب على طفولته تفسيره.

دقائق قليلة فصلت بين سير الاثنان وبلوغهما منزل الميكانيكي، قبل أن يُغلق الأخير باب البيت وكأنها لُعبة حين نظر من جديد إلى وجه الصغير: "إقلع هدومك"، وهو ما لم يستطع معه الصبي صمتًا حين عقب برفضه الواضح والقاطع وهم بالمغادرة، بيد أن صاحب البيت "الشاذ" جذبه عنوةً وخلع عنه ملابسه وشرع في الجثوم فوقه وهتك عرضه.

استمر الأمر طيلة ثلاثين دقيقة حتى فرغ الجاني من ضحيته وغاب في نشوته الشاذة بضع لحظات كانت كفيلة أن يُلملم الصغير حاله في انتظار السماح له بالمغادرة، وفور خروجه هرول باكيًا إلى منزل والدته.

سقط الفتى في أحضان أمه وأنفاسه تُجاهد للتوافق مع ما أصابه من انهيار وهو يُحاول الحديث من بين دموعه: "عم حسن الميكانيكي خدني معاه نجيب حاجة من البيت ولما روحنا.. - قبل أن يصف ما جرى لوالدته وملامحه لا تقوى على تحمل هول ما لاقاه قبل دقائق - وسقط في حجر أمه التي شاركته البكاء بعدما ضمته إليها بكل حسرة.

دقائق قليلة فصلت بين انهيار الابن ووالدته قبل أن تهرع به الأم إلى مركز الشرطة، وهناك سردت وفتاها كل ما بهما من اتهام وجُرمٍ لاقه الصغير على يد المتهم الشاب، في محضر تحول إلى قضية جنائية رقمها 10237 جنايات مركز شرطة أبو حماد لسنة 2023.

النيابة العامة وجهت للمتهم "حسن س ع ح م" خطفه المجني عليه بالتحايل الواقع عليه مستغلًا حداثة عمره وعدم إدراكه لمقتضيات الأمور بأن اصطحبه إلى مسكنه واهمًا إياه بإحضار بعض مستلزماته، قاصدًا من ذلك إقصائه عن أعين ذويه، فيما اقترنت جناية الخطف بجناية أخرى وهي أن هتك المتهم عرض الطفل المجني عليه كرهًا عنه بعدما احتجزه داخل منزله لمدة ثلاثون دقيقة وعرض سلامته للخطر على النحو الوارد في التحقيقات.

محكمة جنايات الزقازيق نظرت هيئة المحكمة برئاسة المستشار سعيد عابدين رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين بهاء عطية ومحمود منصور وأيمن حمدان ومصطفى شعيشع، وسكرتارية تامر عبدالعظيم، نظرت جلسات القضية المقيدة برقم 2301 كلي جنوب الزقازيق لسنة 2023، حتى أسدلت الستار عليها في الجلسة الأخيرة المُنعقدة قبل ساعات بالتصديق على قرار مفتي الجمهورية وقضت بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا إيذانًا بتعليق رقبته في حبل عشماوي - حبل الموت - جزاءً لما ارتكبه من جُرم.