الجثة اختفت 3 أيام والقدر أنقذ شقيقه.. ماذا حدث لصياد الإسكندرية؟

 صورة لايف

حركة غير عادية، ذعر وصدمة تعلو الوجوه، سيدات تصرخ، الكل يهرول في اتجاه شاطئ الدخيلة، بعد أن جاءهم النبأ الحزين "مصطفى غرق والبحر بلع الجثة".
"هبيع الميكروباص علشان أجيب شوار حنين وأشتري مركب"، هكذا أخبر "مصطفى" شقيقه الأصغر "إبراهيم" قبل شهور برغبته في بيع "التوناية" خاصته- ميكروباص صغير الحجم.
"حنين" أكبر أبناء "مصطفى" لم تكمل 16 سنة، و"محمد"، 13 سنة، و"ياسمين" 8 سنوات، إلا أنه لا يتوقف عن التفكير في تدبير احتياجاتهم بالرزق الحلال.
اعتاد "مصطفى" على السروح بمركبه في بحر الإسكندرية، تارة يعود برزق حلال لا يتعدى 2 كيلو سمك، وتارة أخرى يعود خالي الوفاض ولكن في كل مرة لا يتوقف عن شكر الله.
صبيحة السبت الماضي، مر مصطفى على شقيقه إبراهيم لاصطحابه للبحر معه إلا أن الأخير رفض وكأنه على علم بالقدر، قائلًا:"جسمي تعبني مش قادر أسرح النهارده".
وبينما الشمس لا تزال تتوارى خلف الغيوم بعد الفجر بقليل حمل "مصطفى النمس" "سنارته وعدته" قاصدًا مركبه على شط الدخيلة بحثًا عن رزقه.
ربط مصطفى مركبه في البلوكات الخرسانية في البحر ومرت الساعات وهو يعتلي البلوكات للصيد بسنارته إلا أن لم يلحظ التغير المفاجئ في حالة الطقس وارتفاع الأمواج بسبب سرعة الرياح.
تبدلت الأمور سريعًا ولم يتحمل المركب الأمواج العالية المتلاطمة وانفك الحبل الذي يربطه بالبلكوكات، ترك "مصطفى" سريعًا وقفز في المياه لإنقاذ المركب قبل أن تسحبه الأمواج إلا أنه غطس إلى الأبد.
بعد أذان الظهر بقليل ورد البلاغ إلى قسم شرطة الدخيلة، جاء فيه:" غرق صياد يدعى "مصطفى النمس"، 48 سنة، صياد، بجوار مركبه في بحر الدخيلة"، والجثمان مفقودًا.
3 أيام كاملة بذلت فيها قوات الإنقاذ النهري مدعومة بنحو 15 غواصًا متطوعًا من فريق "غواصين الخير" جهودًا كبيرة في البحث عن الجثمان المفقود دون جدوى.
حركة السفن العملاقة أثناء اتجاهها من وإلى ميناء الإسكندرية القريب من موقع الغرق صعبت عملية البحث عن الجثمان، إذ جعلت الرؤية غير واضحة ومعدومة – بحسب الكابتن إيهاب المالحي، قائد فريق "غواصين الخير" بالإسكندرية.
استعان الغواصوان بـ "تنكات" للغطس أثناء البحث عن الجثمان كحل لصعوبة الرؤية، فيما لم تغادر أسرته وأقاربه الشاطئ وسط دموع ونحيب لا يتوقف حزنًا على موته المفاجئ، إذ لا يتوقف شقيقه إبراهيم عن القول:"يارب عايز حاجة غير أدفن جثة أخويا".
واستجاب الله لدعاء "إبراهيم" وأسرته وظهر جثمان شقيقه طافيًا على سطح المياه بالقرب من ميناء الدخيلة غربي الإسكندرية، ليجري انتشاله ونقله بسيارة الإسعاف إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة الدخيلة، وباشرت النيابة العامة التحقيق.