حل لغز اختطاف 3 رضُع منذ 31 عاما.. القصة الكاملة لجرائم خاطفة الدمام في السعودية | شاهد

بعد مرور أكثر من 30 عاما، تم تنفيذ «القتل بالتعزير- حكم الإعدام»، الأربعاء، بحق مريم المتعب الشهيرة بـ«خاطفة الدمام»، ومنصور قايد، شريكها اليمني، لارتكابهما جريمة خطف 3 أطفال في تسعينيات القرن الماضي.
واستشهدت وزارة الداخلية السعودية بآية قرآنية في تنفيذ الحكم: قال الله تعالى: «وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا»، وقال تعالى: «وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»، وقال تعالى:«وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد»، وقال تعالى:«إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
وقالت الداخلية السعودية:«أقدمت مريم بنت محمد بن حمد المتعب، سعودية الجنسية، وبمشاركة منصور قايد عبدالله، يمني الجنسية، على خطف 3 أطفال حديثي الولادة من مأمنهم بالمستشفى، وذلك عن طريق الحيلة والخداع على أمهاتهم، ونسب المخطوفين إلى غير آبائهم، وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقيام منصور بتسهيل مهام مريم المذكورة والتستر عليها في وقائع الخطف بعد علمه بذلك».
وتابعت الوزارة: أن الجهات الأمنية تمكنت من القبض على المتهمين، وأسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب الجريمة. وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة، تمت إدانتهما وصدر بحقهما الحكم المشار إليه.
وأكدت الوزارة: «ولأن ما قام به المدَّعَى عليهما فعلٌ محرَّمٌ ومعاقَبٌ عليه شرعًا، وهو من الاعتداء على الأنفس البريئة مسلوبة الإرادة، ومن الإفساد في الأرض، فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيرًا»، مشددة على أن الحكم أصبح نهائيًا، بعد أن نال كافة درجات التقاضي وأُيّد من المحكمة العليا، ثم صدر أمر ملكي بإنفاذه.
تفاصيل الجريمة وكشفها
بداية القصة ترجع إلى التسعينيات القرن الماضي، إذ اختطفت مريم، نايف القرادي، من مستشفى القطيف المركزي عام 1994، فيما اختطف يوسف العماري، من مستشفى الولادة والأطفال بالدمام عام 1997، كذلك اختطف موسى الخنيزي من المستشفى ذاته في عام 2000.
وتم كشف الجريمة للعلن عام 2020، إذ تقدمت مريم المتعب بطلب استخراج أوراق ثبوتية- هوية وطنية بغرض العمل والزواج- لطفلين زعمت أنهما لقيطان عثرت عليهما قبل أكثر من 20 عامًا، وتولت تربيتهما والاعتناء بهما، وهو ما أثار شكوك السلطات المختصة، ليحال الملف إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق وربطت الواقعة بسلسلة من بلاغات اختفاء الأطفال من المستشفيات في التسعينيات، حيث أمرت بإجراء الفحوصات البيولوجية لإثبات النسب الحقيقي للأطفال.
وفي بيان أصدرته النيابة العامة في السعودية بتاريخ 17 أبريل 2020، أكد أن «النتائج البيولوجية وردت بعدم ثبوت نسب المخطوفين إلى المتهمة، وثبوت نسبهم لأسر سعودية أخرى سبق أن تقدمت ببلاغات عن اختطاف أطفالهم».
و أن فريق التحقيق في النيابة العامة «نفّذ 247 إجراءً في القضية، منها 40 جلسة تحقيق مع 21 متهمًا وشاهدًا، وانتهى بتوجيه الاتهام لـ5 أشخاص، بينهم السيدة التي تولت عملية الخطف، ومساعدان لها، أحدهما يمني الجنسية».
ومع اتضاح معالم الجريمة عاد الأطفال المختطفون شبابا إلى ذويهم الحقيقيين، وبصدور وتنفيذ الحكم بالقتل تعزيرًا على مريم المتعب وشريكها اليمني، منصور قايد، الذي ساعدها في التستر على جرائم الخطف وتسهيل تنفيذه، وصلت أشهر جريمة خطف في السعودية إلى آخر محطاتها، في بلد يتمتع بمستوىً عالٍ جدًا من الأمن، نظرًا لصرامة العقوبات على مثل تلك الجرائم.
ممارسة السحر ودفن الأعمال في المقابل
في حين، قال أحد رواد التواصل الاجتماعي إن مريم كانت تتعامل بالسحر على حسب الطلب حيث تقوم بعمل المحبه والفرقة بين الأزواج وعمل الإنجاب ويقوم «منصور» بمساعدتها إذا كان المسحور رجل حيث يقوم هو بمتابعة الضحية ومحاولة سقيه أو إلقاء أو دفن السحر في عتبات بيت الضحية، بالإضافة إلى دفنها في المقابر.
ما هي عقوبة القتل بالتعزير؟
تعد عقوبة القتل بالتعزير أحد ركائز النظام القضائي في المملكة، والذي يقوم على أحكام الشريعة الإسلامية، حيث تطبق على الجرائم التي لم تقرر لها الشريعة الإسلامية عقوبة محددة، وتُرِكَ تقديرها لولي الأمر الذي يتمثل الآن في سلطات الدولة المعنية.
ولكلمة «تعزير» في اللغة العربية معانٍ عديدة أبرزها: الردع والمنع كما تعني أيضًا اللوم أو التأديب.
وتعني الكلمة اصطلاحًا: العقوبة التي يفرضها الحاكم على المذنب بما يراه مناسبًا، وذلك جزاءً على عقوبة ليس فيها حدٌ مقدَّر في الشرع، بهدف ردع الجاني وغيره عن معاودة ارتكاب الجريمة.
ورغم بشاعة جريمتها، أثار تنفيذ حكم الإعدام في المرأة مشاعر متناقضة لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، إذ انتقد بعضهم فرحة الشباب الذين كانوا مخطوفين بإعدامها على الرغم من قيامها بتربيتهم، لكنّ آخرين دافعوا عن هذه الفرحة، نظرا لحرمانهم من ذويهم، حيث توفي والد أحد المخطوفين قبل أن يتم العثور على نجله.