من قتل الأم للغز وفاة الأشقاء الأربعة.. جرائم مروعة ووفيات غامضة تهز المنيا

من قتل الأم للغز
من قتل الأم للغز وفاة الأشقاء الأربعة.. جرائم مروعة ووفيات غ

في غضون خمسة عشر يومًا فقط، شهدت محافظة المنيا سلسلة من الوقائع المأساوية التي تراوحت بين جرائم القتل البشعة والوفيات الغامضة، لتتحول إلى حديث الساعة وتلقي بظلال من الحزن والأسى على الأهالي.

ونستعرض أبرز هذه الجرائم التي أثارت استغراب الكثيرين وخيّمت بسببها حالة من الأسى على قرى المحافظة.
جريمة بني مزار
في 29 يونيو، اهتزت عزبة شمس الدين بمركز بني مزار على وقع جريمة بشعة بطلها شاب أقدم على قتل والدته، "ز.ع" (52 عامًا)، وأخفى جثتها في أرض زراعية مجاورة.

المفاجأة كانت في ادعاء الابن، المدعو "إ. ص"، اختفاء والدته ونشره بين الأهالي مطلبًا يائسًا: "اللي يلاقي أمي يقولي"، لكن تحريات فريق البحث الجنائي كشفت المستور، فتبين أن الابن هو من ارتكب الجريمة. وبعد تضييق الخناق عليه، اعترف المتهم بفعلته، مبينًا أن الدافع وراء جريمته البشعة كان الاستيلاء على ميراث فدان واحد من الأرض، كان سيؤول إليه بوفاة أمه.

تم استخراج جثة الضحية ونقلها إلى مشرحة المستشفى، وأمرت النيابة بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
أطلق الرصاص على زوجته وشقيقتها

لم تكد تمضي 24 ساعة حتى شهد مركز بني مزار جريمة أخرى في ظهيرة 30 يونيو، حيث أطلق عامل النار على زوجته وشقيقتها في إحدى القرى، مسقطًا إياهما قتيلتين بسبب خلافات أسرية.

الجريمة وقعت في قرية الدلالية، حيث قتل المتهم "م. ر" (35 عامًا)، زوجته "س. م" (30 عامًا)، وشقيقتها "أ" (28 عامًا)، إثر إصابتهما بأعيرة نارية. وكشفت التحقيقات أن المتهم ارتكب الجريمة بسبب خلافات متكررة مع زوجته، ورفضها العودة إلى المنزل، وتضامن شقيقتها معها.

وضبط رجال الأمن، المتهم والسلاح الناري المستخدم، ونُقلت الجثتان إلى مشرحة المستشفى، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام ثم جددت حبسه 15 يومًا.
ذبح أولاده انتقامًا من زوجته

بعد أقل من 48 ساعة على الحادث السابق، وتحديدًا في الثاني من يوليو، كانت المنيا على موعد مع فاجعة جديدة تهز الوجدان، حيث أقدم أب على ذبح أبنائه الثلاثة بدم بارد في قرية زهرة، انتقامًا من زوجته بسبب خلافات زوجية.

تبين أن المتهم، "أ.م" (37 عامًا)، وهو عامل فراشة أفراح، ذبح أطفاله "رودينا" (10 سنوات)، "رحيم" (7 سنوات)، و"رمضان" (4 أعوام)، وبعد ارتكاب جريمته، سلم المتهم نفسه لنقطة الشرطة بالقرية.

اعترف الأب بأنه ارتكب هذه الجريمة المروعة لأن زوجته تركت المنزل منذ عدة أيام وكانت تصر على الطلاق ورفع قضية خلع، واتصل بها طالبًا أن يقضي أولاده ليلة معه، وفور تسلّمه الأبناء أدخلهم المنزل وذبحهم جميعًا "عقابًا لها"، ونُقلت جثامين الأطفال إلى مشرحة مستشفى المنيا الجامعي، وشيعهم المئات في صلاة جنازة مهيبة بالطريق العمومي بالقرية.

لغز الأشقاء الأربعة في دلجا

في واحدة من أشد الوقائع غرابة، توفي أربعة أطفال أشقاء يوم 12 يوليو الجاري في قرية دلجا بمركز ديرمواس، دون أن يتمكن الأطباء من تحديد سبب الوفاة بشكل واضح.

بدأت الواقعة بوصول ثلاثة أطفال متوفين إلى مستشفى ديرمواس المركزي، ودخول شقيقهم الرابع العناية المركزة، ليفارق الحياة بعد ساعات.

الأشقاء المتوفون هم: محمد نصر (11 سنة)، عمر (7 سنوات)، وريم (10 سنوات)، بالإضافة إلى شقيقهم أحمد الذي توفي لاحقًا، فيما نُقلت شقيقتاهم فرحة نصر محمد (14 سنة) ورحمة نصر محمد (12 سنة) إلى مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة، وخرجتا لاحقًا بعد استقرار حالتهما.

الغموض الذي أحاط بوفاة الأطفال الأربعة أثار الكثير من الأقاويل، ومنها احتمال انتشار مرض الالتهاب السحائي، لكن وزارة الصحة والسكان أصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه توافر عوامل وأعراض الالتهاب السحائي في هذه الوفيات.

وجرى تشريح جثمان الطفل "أحمد" الأخير وأُخذت عينات وأُرسلت إلى المعامل المركزية بالقاهرة في انتظار ظهور النتائج التي قد تكشف السر وراء هذه الوفيات الغامضة التي أثارت قلق الأهالي والرأي العام في المنيا.