لم يتحمل فراقها.. التفاصيل الكاملة لوفاة أب حزنًا على ابنته التي خطفها الموت في الشرقية

خيم الحزن على قرية الروزاقية التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، بعدما ودّع الأهالي جثمان ابن قريتهم بشير إسماعيل خليفة، الذي ظل قلبه ينزف ألمًا لأكثر من عام، حتى أسلم الروح في صمت، ملتحقًا بابنته طالبة الإعدادية التي رحلت فجأة وهي زهرة في مقتبل عمرها، بعدما خطفها الموت من يده.
بدأت حكاية بشير قبل سنوات، عندما انتقل من قريته إلى منطقة جسر السويس بالقاهرة مع أسرته الصغيرة. كان أبًا لأربع بنات، لم يرزقه الله بولد، لكنه رضي بقسمته، وسعى جاهدًا من أجل لقمة العيش، فعمل في جراج سيارات، ثم اشترى "توك توك" ليعمل عليه في أوقات فراغه أملًا في تحسين دخله.
وفي أحد الأيام، وبينما كان يتوجه كعادته إلى مدرسة ابنته "ملك"، الطالبة في الصف الأول الإعدادي، ليصطحبها إلى المنزل، صدمتها سيارة مسرعة أثناء عبورهما الطريق، وسقطت بين يديه جثة هامدة. ورغم محاولات الأطباء إنقاذها، فارقت الحياة.
منذ ذلك اليوم، انكسر قلب الأب وعاش شهورًا طويلة ممزق الروح، يحاول مواصلة الحياة من أجل زوجته وبناته الثلاث، بعدما سبقت إحداهن أختها إلى رحمة الله. كان يعمل وكأنه يحمل على كتفيه جبلًا من الحزن، يخفي دموعه خلف صمت ثقيل.
وفي صباح يوم عمل عادي، وأثناء أداء مهامه، سقط مغشيًا عليه فجأة أمام زملائه. فاضت روحه بهدوء، وكأن قلبه توقف عن النبض بعدما أفرغ آخر ما فيه من صبر.
وصفه المقربون بأنه لم يتحمل الفقد، وأن الحزن على ابنتيه أنهك جسده وقلبه، حتى غلبه الرحيل.
شيّعه أهالي القرية إلى مثواه الأخير وسط بكاء مرير، وترددت قصته على ألسنة الجميع: "الأب الذي مات كمدًا بعدما خطف الموت ابنته من يده".