تست الموت.. كيف اختبرت قاتلة أطفال المنيا السم قبل وضعه بالخبز؟

في زاوية مظلمة من منزل عادي بقرية دلجا جنوب المنيا، وقفت هاجر، الزوجة الثانية، ممسكة بقطعة خبز مغموسة بمبيد حشري سام، بينما كان أحد الأطفال يلعب بلا شعور بالخطر أمامها، وعيناها مليئتان بالترقب، تتأكد من فاعلية السم عندما وضعته في يد الطفل، لم يكن يعرف أن هذه اللقمة ستغيّر مصيره للأبد، لحظة صمت، ثم بدأ الألم يظهر على وجهه، وهنا أدركت هاجر أنها على وشك تنفيذ مخططها المميت، الذي سيطال الأطفال الستة الآخرين بعد أيام قليلة.
ووفقا لبيان النيابة الرسمي، فإن المتهمة بعد أن تأكدت من نجاح خطتها الشيطانية بتجربتها على أحد الصغار، تحصلت على كمية من مبيد حشري سام يُدعى "الكلورفينابير"، وبعد مرور أربعة أيام أعدت عددًا من أرغفة الخبز وخلطتها بالمبيد ذاته، ثم أرسلتها إلى المجني عليهم فأودت بحياتهم، بينما نجت والدة الأطفال لإحجامها عن تناوله.
وكانت ألقت الأجهزة الأمنية بمركز ديرمواس جنوبي محافظة المنيا القبض على المتهمة الأسبوع الماضي وتدعى " هاجر.م.أ" عقب الانتهاء من ولادتها لطفلتها الثانية وفرض حراسة مشددة عليها طوال تلك الفترة، واعترفت بارتكاب الواقعة، وقامت بتمثيل الجريمة داخل منزلها، وأكدت قيامها بذلك كيدًا في الزوجة الأولى لزوجها بعد أن قام بردها إلى عصمته.
وتعود أحداث الواقعة المؤلمة، والتي باتت حديث الشارع المصري طوال شهر ونصف تقريبًا إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا يوم 11 يوليو الماضي بوصول ثلاثة أطفال متوفين، ودخول شقيقهم الرابع للعناية المركزة بمستشفى ديرمواس المركزي، دون معرفة أسباب الوفاة.
بالانتقال تبين وفاة الأشقاء: محمد ناصر محمد، 11 سنة، عمر، 7 سنوات، ريم 10 سنوات، وإصابة شقيقهم أحمد، بحالة إعياء شديدة - توفي بعدهم بساعات، كما نُقلت الطفلتين فرحة نصر محمد، 14 سنة، ورحمة ناصر محمد، 12 سنة، شقيقتي الأطفال الأربعة المتوفين إلى مستشفى صدر المنيا، وتم وضعهن تحت الملاحظة بعد ظهور أعراض مرضية عليهن، وتوفيت إحداهن في وقت لاحق - رحمة -، ولحقت بها الطفلة الأخيرة - فرحة -، ثم توفي الأب مؤخرًا وأجور أطفاله في القبر.