وحيد أمه وسند البنات.. تفاصيل مأساوية في مصرع شاب بطلقة طائشة بزفة عفش بالشرقية

وحيد أمه وسند البنات..
وحيد أمه وسند البنات.. تفاصيل مأساوية في مصرع شاب بطلقة طائش

خيم الحزن على قرية الجوسق التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد وفاة الشاب عبد الله بدر، المعروف بين أهالي قريته بأنه ـ"وحيد أمه وسند شقيقتيه البنات"، إثر إصابته بطلق ناري طائش أطلقه أحد الأشخاص خلال زفة عفش عروسين، ليتحول الفرح إلى مأتم.
عبد الله، شاب في مقتبل العمر، تخرّج في كلية الهندسة وافتتح مكتبًا صغيرًا للطباعة في قريته، عرفه الجميع بحسن الخلق والتعاون مع الناس، وكان دائم المشاركة في أفراحهم وأحزانهم. ويؤكد أهالي الجوسق أنه كان مثالًا للشهامة والالتزام، وأنه لم يتأخر يومًا عن مساعدة أحد.

وراء هذا الشاب قصة أم عظيمة، حملت مسؤولية أسرتها وحدها بعد أن غاب الأب عن البيت منذ أكثر من 20 عامًا أثناء سفره، ولم يعد بعدها، ترك وراءه 3 أطفال صغار: عبد الله واثنتان من البنات، لتتولى الأم وحدها مسؤولية تربيتهم رغم قسوة الظروف. وكانت تبيع الصابون والمنظفات في القرية لتسد احتياجات أبنائها، حتى كبر عبد الله وتخرّج مهندسًا ووقف إلى جوارها وجوار شقيقتيه، يعوضهم غياب الأب بكل الحب والحنان.

وفي يوم الحادث، خرج عبد الله كالعادة لمجاملة أقاربه في نقل "عفش العروس" ابنة خالة والدته، يشاركهم الفرح كعادته مجاملات للجميع ودا وصاحب واجب كما يعرفونه. لكن القدر كان يخبئ له نهاية مأساوية، إذ أطلق أحد الأشخاص أعيرة نارية من سلاح خرطوش احتفالًا بالزفاف، فأصابت إحداها عبد الله في صدره، ليسقط مضرجًا بدمائه وسط ذهول الحضور.

رحل عبد الله تاركًا وراءه أمًا مكلومة وشقيقتين كان هو عونهما وسندهما في الحياة، كانت الأم تتهيأ لخطبته خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن أتم عامه التاسع والعشرين، لكن بدلًا من "عروسه" استقبلته بالكفن، وبدموع أمٍ فقدت آخر ما تبقى لها من الدنيا.

تحولت صفحات مواقع التواصل إلى سرادقات عزاء، ودعا الجميع لروح الشاب الطيب بالرحمة والمغفرة، ولأمه بالصبر والسلوان. ومن جانبهم استنكر الأهالي مقتله عن طريق الخطأ بطلقات خرطوش، مستنكرين الاحتفال بهذه الطريقة من قبل الأشخاص مؤكدين على أن هذه المناسبات لا يصح أن تكون بإطلاق الطلقات الحية أو الخرطوش، متسائلين: إلى متى ستبقى الطلقات الطائشة تسرق أرواح الأبرياء، وتحوّل الأفراح إلى فواجع وخسارة فادحة للارواح؟