بين ركام غزة وصالات الدوحة.. جدل محتدم في القدس الشرقية بعد رد حماس على المبادرة الأمريكية
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في القدس الشرقية خلال الأسبوع الأخير نقاشًا محتدمًا، بعد أن جاء ردّ حركة حماس على المبادرة الأمريكية بشأن مستقبل قطاع غزة عبر قيادات الحركة المقيمة في **الدوحة**. هذا المشهد أثار موجة واسعة من التعليقات التي ركّزت على الفجوة المتزايدة بين قيادة حماس في الخارج وبين الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون، سواء في غزة أو القدس.
ردّ من الخارج… ومعاناة في الداخل
الردّ الذي خرج من قطر، حيث توجد أغلب القيادات السياسية لحماس، اعتبرته شريحة واسعة من المقدسيين دليلًا إضافيًا على حالة «الانفصال» بين الحركة والناس على الأرض. فبينما يتحدّث قادة حماس عن “خيارات سياسية” و“تصورات للمستقبل”، يواجه الفلسطينيون في القدس واقعًا يوميًا صعبًا: قيود مشددة، أعباء اقتصادية ضخمة، تراجع الخدمات، وارتفاع تكاليف المعيشة.
كثير من التعليقات على السوشيال ميديا حملت نبرة استهجان: *«كيف قادة في الفنادق الفاخرة بقطر بيقرروا مستقبل غزة وإحنا هون مش قادرين نأمّن يومنا؟»*. هذا الشعور لم يكن سياسيًا فقط، بل اجتماعيًا واقتصاديًا في آنٍ معًا.
صراع بين الخطاب والواقع
بعض المقدسيين أبدوا تأييدًا محدودًا لموقف حماس، معتبرين أن ردّها يحمل بعدًا وطنيًا، لكن الأغلبية ركّزت على التناقض بين خطاب الحركة ومعاناة السكان اليومية. تساءل كثيرون إن كانت الحرب – بعد كل الخسائر – قد جلبت أي فائدة حقيقية للفلسطينيين، خصوصًا مع تفاقم الأزمات في المناطق الفلسطينية، وفي مقدّمتها القدس الشرقية.
يشير جزء كبير من النقاشات إلى أن «القضية» كما تُدار من الخارج لم تعد تعكس حاجات الناس على الأرض. فالفلسطيني اليوم – بحسب ما كتبه ناشطون – يبحث عن استقرار، عمل، وسكن، قبل أي شعارات سياسية.
القدس الشرقية: اقتصاد متدهور وغضب صامت
تأثر الاقتصاد في القدس بشكل مباشر بسبب الحرب، وتزايدت الشكاوى من تراجع الحركة التجارية وارتفاع الأسعار. هذا الوضع دفع كثيرين إلى التساؤل: *«إذا ما في حلول لأزماتنا اليومية، شو الفايدة من كل هالنقاشات السياسية؟»*.
خلاصة المشهد
النقاش الأخير أظهر حجم الهوة بين القيادة السياسية لحماس في الخارج وبين الفلسطينيين الذين يعيشون تبعات الواقع يومًا بيوم. كما أبرز حالة إحباط واسعة، ورغبة في تغيير حقيقي يلامس حياة الناس، بعيدًا عن المواقف والبيانات الصادرة من خارج الحدود.
في القدس… يبدو أن الناس يريدون حلولًا، لا بيانات سياسية. يريدون حياة أفضل، لا مزيدًا من الانفصال بينهم وبين من يتحدث باسمهم.