< ما لم توثقه الكاميرات.. طفل البلكونة يروي تفاصيل مثيرة عن حكايته من دار الرعاية
 صورة لايف
رئيس التحرير

ما لم توثقه الكاميرات.. طفل البلكونة يروي تفاصيل مثيرة عن حكايته من دار الرعاية

ما لم توثقه الكاميرات..
ما لم توثقه الكاميرات.. طفل البلكونة يروي تفاصيل مثيرة عن حك

في هدوء دار الرعاية الذي استقبله بحب وترحيب، لا يزال صوت الطفل "مينا" ذي السنوات العشر يضج بأسئلة أكبر من عمره. فخلف لقب "طفل البلكونة" الذي التصق به إعلاميًا، يقف هذا الصغير معترفًا بما يراه الكبار خطأً، لكنه قبل كل شيء، يتوق إلى عودة والده ويتمسك بحبه له رغم الفيديو العنيف الذي وثق تأديبًا لا يتفق ومعايير التربية الحديثة.

صوت "مينا" يقطر حبًا

ومن داخل دار رعاية الأطفال بالزقازيق، روى "مينا" بصوته الطفولي ما حدث. بدأ باعتراف طفولي: "أنا غلطت". شارحًا كيف أن رغبته في شراء هاتف "أيفون" دفعته لبيع هاتف أخيه مرتين. في المرة الأولى، اكتشف والداه الأمر، واستعادا الهاتف، ووجها له اللوم: "كدا غلط ومتعملش كدا تاني"، دون عقاب جسدي، كما يقول. بينما حينما كرر الخطأ انفجر الأب وانزلق في تأديب رآه الجميع قاسيًا وعنيفًا. "فات شهر وخدت نفس التليفون ورحت بيعته... المرة دي بابا وماما ضربوني وطلعت البلكونة والناس شافتني وانا بنضرب لما صرخت بصوت عالي"؛ يقول مينا.
رغم الألم الذي وثقه الفيديو، فإن كلمات "مينا" التالية تكشف عما يدور بقلبه الصغير. دافع عن والده قائلًا: "الناس زعلانة عشاني لكن بابا كان بيضربني لأني غلطت ولو رجع الوقت بيا تاني مش هعمل الغلط دا". ثم يضيف بكلمات تفيض بالبراءة: "أنا بحب بابا وماما وبحب بابا أكتر كمان وهو بيعلمنا وبيربينا... أنا زعلان على اللي حصل في البيت وان بابا وماما راحوا للشرطة وهرجع بيتنا تاني إن شاء الله".

هذا الحب ليس مجردًا، فـ"مينا" يصف حياة أسرية طبيعية، حيث يعمل والده في مصنع للثلاجات لينفق عليه وعلى إخوته (شاب في الجامعة وفتاة متزوجة)، بينما تهتم والدته بالمنزل، وهو يذهب لتمارين السباحة ويلعب كرة القدم في أحد نوادي العاشر من رمضان.

في دار الرعاية.. محاولة لاحتواء الألم النفسي

بينما ينتظر "مينا" عودة حياته، تعمل دار الرعاية على توفير بيئة آمنة وداعمة له. يقول رئيس مجلس إدارتها، إنهم استقبلوا الطفل بحرص شديد على "دمجه مع إخوته الأطفال وامتصاص أي مشاعر نفسية سيئة قد مر بها".

وفق رئيس مجلس إدارة الدار، تنتظر "مينا" مشاركة في برامج ترفيهية ورحلات صيفية وأنشطة متنوعة طوال فترة إقامته، في محاولة لتخفيف وطأة ما حدث، وذلك لحين صدور قرار جديد من النيابة العامة.

السياق القانوني للواقعة

تعود تفاصيل هذه الحادثة إلى مقطع فيديو متداول يوثق اعتداء والدَي "مينا" عليه بالضرب في شرفة منزلهم بالعاشر من رمضان. وبحسب التحقيقات، أقر الأبوان بفعلتهما "بزعم تأديبه"، وقد تم ضبطهما والعصا الخشبية المستخدمة في الاعتداء. وعلى إثر ذلك، قررت النيابة إيداع الطفل دار الرعاية، والإفراج عن الأم بكفالة، مع استمرار التحقيق مع الأب، لتظل القصة معلقة بين إجراءات قانونية ضرورية وقلب طفل لا يتمنى سوى أن يعود إلى حضن أبيه.