بعد عشاء وعلاقة زوجية..القصة الكاملة للحكم على حداد قتل زوجته أثناء نومها

في وقت كان يُفترض أن يحمل فيه عيد الأضحى أجواء فرح ولمّة عائلية، كان "إبراهيم" يُضمر خططًا قاتلة لزوجته. صباح ثاني أيام العيد، وبعد ساعات قليلة فقط من تناول العشاء وممارسة العلاقة الزوجية، انتظر حتى استسلمت للنوم، ثم أفرغ عليها البنزين وأشعل النار في جسدها، ليحوّل لحظات العيد إلى مأساة انتهت برحيلها رغم كل محاولات إنقاذها.
هانم، ابنة محافظة الدقهلية، تزوجت من "إبراهيم م."، حداد يبلغ من العمر 38 عامًا، بعد قصة زواج عادية، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في حياة مليئة بالمشاحنات وسوء المعاملة.
ست سنوات كاملة انتظرت خلالها هانم أن تصبح أمًا، وعندما رُزقت بـ"سالم" و"مالك"، اعتقدت أن حياتها ستتغير وأن قلب زوجها سيلين. لكن الواقع كان أقسى.
بسبب سوء معاملة الزوج لها، كانت أسرة الزوجة تلتقيها في مسكن شقيقتها الصغرى، الذي يبعُد قليلًا عن مسكنها. كانت أسرتها تلاحظ الحزن في عينيها كلما زاروها.
لم تكن تشتكي كثيرًا، لكنها كانت تلوذ ببيت شقيقتها في مدينة العاشر من رمضان كلما ضاق بها الحال. هناك، كانت تجلس بالساعات تحكي همومها أو تبقى صامتة، وكأن الكلمات باتت عاجزة عن وصف ما تعانيه.
في أول أيام عيد الأضحى 2024، جاءت الأم من الدقهلية وجمعت ابنتيها في بيت الشقيقة الصغرى. كان يومًا عائليًا بسيطًا، تخلله بعض الضحك، وبعد قضائهن يومًا كاملًا هناك، عادت هانم إلى شقتها مساءً مع طفليها. لم تكن تعلم أن هذه العودة ستكون خطوتها الأخيرة نحو المأساة.
صباح اليوم التالي، تناولت الإفطار مع زوجها وطفليها، وفي المساء جلسوا للعشاء. بدا كل شيء هادئًا. بعد أن نام الصغيران، مارست حياتها الزوجية معه كالمعتاد، ثم خرجت إلى الصالة لتنام. دقائق معدودة كانت تفصلها عن الحريق.
استيقظت هانم على رائحة نفاذة وقطرات باردة تبلل جسدها. فتحت عينيها لتجد زوجها فوقها، يسكب البنزين ويمد يده بولاعة. في لحظة، تحولت ملابسها وجسدها إلى شعلة.
صراخ الأطفال، يتبعه انبعاث دخان من منزل الضحية، أصاب سكان المنطقة بالهلع، فسارعوا لاستبيان الأمر، فإذا بالنيران تلتهم جسدها. تمكنوا من إخماد الحريق ونقلها إلى إحدى المستشفيات القريبة.
أقل من ساعة كان الفاصل بين الحادث واتصال جارتها بشقيقتها: "تعالي بسرعة.. أختك محروقة". سارعت الأخيرة ووالدتها إلى المستشفى، الذي نصحهم بضرورة نقلها إلى مستشفى ههيا للحروق، بسبب تفاقم إصابتها التي بلغت نسبتها نحو 100%.
فوق سرير في مستشفى ههيا، تمدد جسد الزوجة، تغطيه آثار الحريق، قبل أن تفارق الحياة بعد فشل محاولات إسعافها التي استمرت 48 ساعة فقط.
تم تحرير محضر بالواقعة، وبتقنين الإجراءات تم ضبط الزوج المتهم. وبالعرض على النيابة العامة، قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وانتداب فريق من مصلحة الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليها وتحديد سبب الوفاة، فضلًا عن طلب تحريات المباحث حول الواقعة.
النيابة العامة أحالت المتهم إلى محكمة الجنايات، التي قضت بمعاقبته بالإعدام شنقًا لقيامه بقتل زوجته بإشعال النيران فيها أثناء نومها بمدينة العاشر من رمضان.