< استغلوا طيبة قلبه.. تفاصيل مأساوية في مقتل شاب بالشرقية بعد استدراجه بحيلة إنسانية
 صورة لايف
رئيس التحرير

استغلوا طيبة قلبه.. تفاصيل مأساوية في مقتل شاب بالشرقية بعد استدراجه بحيلة إنسانية

استغلوا طيبة قلبه..
استغلوا طيبة قلبه.. تفاصيل مأساوية في مقتل شاب بالشرقية بعد

لم يدرك الشاب محمد جمال، ابن قرية بنايوس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، أن الاتصال الأخير الذي تلقاه من أقرب الناس إليه كان فخًا لإنهاء حياته، فذهب مُعتقدًا أنه في طريقه لإنقاذ روح ضعيفة، كما اعتاد دائمًا، لكنه لم يعلم أن الرحمة التي سكنت قلبه كانت الثغرة التي تسلل منها الغدر.

محمد، الشاب ذو الـ27 عامًا، لم يكن صاحب ملجأ رسمي ولا يحمل لافتة على باب بيته، كل ما كان يملكه غرفة صغيرة فتحها لحيوانات الشارع، يطعمها من قوت يومه، ويرعاها كأنها جزء من عائلته، أهل قرية بنايوس اعتادوا رؤيته يحمل قطة جائعة أو يبحث عن كلب تائه، كانوا يقولون: "محمد قلبه أبيض ما يعرفش يرد أو يزعل حد".

قبل الواقعة، تلقى محمد اتصالًا من صديق قريب له، يخبره أن هناك حيوانًا مصابًا في إحدى القرى المجاورة، لم يتردد لحظة كعادته، ارتدى ملابسه، أخذ حقيبته الصغيرة التي يوضع فيها دواء الإسعافات، وركب دراجته متجهًا إلى المكان الذي ظنه نداء استغاثة.

بعدها بساعات، اتصل محمد بأسرته، بدا مُلحًا ومرتبكًا، يطلب منهم تحويل مبلغ مالي كبير بشكل عاجل، الأسرة لم تشك، فالثقة بينهما كانت كبيرة، لكن بعد التحويل اختفى كل شيء: صوته، هاتفه، وأي علامة تدل على مكانه.

مرّ يومان من البحث والقلق والدعاء، حتى جاء الخبر الذي لم يحتمله أحد، عُثر على جثمان محمد في مصرف مائي بالقرية، الصدمة أصابت الجميع، وكأن القرية كلها فقدت ابنًا لها.

التحريات التي أجراها مركز شرطة الزقازيق، كشفت أن صديقه استدرجه بتلك الحيلة، وأن آخرين شاركوه الاعتداء وسرقة ما كان يحمله، حتى الأموال التي جمعها من تبرعات محبي الحيوانات،كل شيء أُخذ حتى حياته. تم ضبط 3 وجار التحقيق معهم بشأن الواقعة.

اليوم، يقف أهالي بنايوس على باب منزل محمد، حيث كانت الحيوانات تنتظره كل صباح، يطعمها ويمسح على رؤوسها، المنزل صامت، والحيوانات تبحث بعينيها عن الرجل الذي لم يعد، ويطالب أهالي القرية وقبلهم أسرة الشاب بالقصاص العادل.