خربت البلد يا حبيب أنت ورجالتك..كيف إنقلب حبيب العادلى على مبارك ونجليه فى الساعات الأخيرة ؟

 صورة لايف

فى الوقت الذى كانت فيه المظاهرات والإحتجاجات تعُم أرجاء مصر ، كانت هناك الكثير من المواقف والكواليس الخفية تحدُث داخل القصر الرئاسي ، فيما تسببت هذه المظاهرات المناهضة للنظام في حالة إرتباك شديدة لصُنَّاع القرار السياسي آنذاك على خلفية تلك الأحداث ، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات عقب قيام الثورة ، إلا أن هناك مزيداً من الكواليس تنكشف يوماً بعد يوم عن كثير من المسئولين في ذلك الحين .
قبل قيام الثورة بعدة أيام كان هناك بعض التغييرات التي حدثت على المستوى الدولى ، منها وقوع إحتجاجات فى بعض البلدان العربية ، وهو ما أُطلق عليه مُسمى ثورات الربيع العربي ، إذ أنه نشأت إحتجاجات شعبية في تونس الشقيق وتحولت فيما بعض إلى ثورة شعبية أطاحت بنظام زين العابدين ، على جانب آخر كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد حظى بتجديد الثقة له مرة أخرى ، وقد أبدى الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك تشائُمه جداً من هذا التجديد ، إذ أنه صرح لبعض المقربين منه بأن هذا الرجل يكِن بداخله مشاعر كراهية شديدة تجاه مصر وشعبها ، ولم يخفى مبارك بداخله مشاعر القلق والتوتر من الأحداث التى وقعت مؤخراً في تونس .
وفي يوم 23 يناير 2011 أثناء الإحتفال بعيد الشرطة ، عقد الرئيس مبارك إجتماع للمجلس الأعلى للشرطة ، وتم هذا الإجتماع داخل أكاديمية الشرطة ، وأعلن حبيب العادلى وزير الداخلية آنذاك خلال الإجتماع ، أن هناك مؤامرة كبرى تتم ليس فقط على مصر ولكن على الوطن العربي أجمع ، تقوم بها دول أجنبية لإحداث حالة فوضى كبيرة بالبلاد ، ومن ثم تنفيذ مخططهم فى تفتيت طلاسُم الوطن العربي ، وقبل يومان تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عناصر فلسطينية تسللت عبر أنفاق غزة وبحوزتهم أحزمة ناسفة .
وعقب ذلك حدثت المفاجأة التي كان يخشاها الرئيس الراحل مبارك ، فقد نزلت الحشود الكبيرة إلى الميادين فى يوم 25 يناير 2011 ، مطالبين بالتغيير ، ومع مرور الوقت كانت الأعداد تتزايد بشكل يثير القلق ، على جانب آخر كانت القيادات الأمنية والسياسية تتابع مجريات الأحداث عن كثب ، وسط حالة من التوتر والإرتباك ، إلا أن حبيب العادلى كان له رأى آخر فى ذلك الحين ، فكان مُصراً على أن هذه ليست ثورة ولكنها مجرد زوبعة فنجان سرعان ما تنتهى .
مضت 3 أيام على هذا الوضع وبدأت الأمور تتفاقم أكثر فأكثر ، وفى يوم 28 يناير "جمعة الغضب"، كان العادلى يجلس فى مقر وزارة الداخلية يتابع سير الأحداث لحظة بلحظة ، فى ذات الوقت صدرت تعليمات أمنية بقطع تام لكافة وسائل الإتصال عن موقع ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد ، على جانب آخر كانت هناك عمليات تخريب منظمة تتم على نطاق واسع داخل مصر لإحداث حالة فوضى عارمة ، فقد تم إقتحام السجون وأقسام الشرطة في آن واحد ، ولم تستطيع قوات الشرطة المُكلفة بتأمين هذه المواقع التصدى لهذا الهجوم المفاجىء .
وبعد مرور عدة ساعات قرر حبيب العادلى الخروج من مقر عمله ، وفى سبيل ذلك تم نشر عدد من القوات فى جميع الشوارع المُؤدية إليه ، وقامت مدرعات بتأمين خروجه من مقر الوزارة ، وعلى الرغم من رفع حالة التأهب القصوى ، إلا أنه عقب خروجه أعترض طريقه مجموعة من الشباب ، مما دفع قوات التأمين إلى إطلاق الأعيرة النارية لتفريق الحشود ، وهو ما أضطر العادلى إلى العودة مرة أخرى إلى مقر الوزارة ، وتولت القوات المسلحة تأمين خروجه فيما بعد .
كان هذا اليوم ملىء بالأحداث المثيرة والكارثية ، ففى المساء وقع صدام قوى بين جمال مبارك وحبيب العادلي خلال مكالمة هاتفية دارت بينهما على خلفية تلك الأحداث ، وقال جمال للعادلي ''خربت البلد يا حبيب انت ورجالتك''، فرد عليه قائلًا ''انا اللي خربتها..؟ ، دا أنت وأبوك اللي ضيعتوها''، وعقب ذلك قام العادلي بغلق الهاتف في وجه جمال ولم يتحدثوا مرة أخرى أو يحدث بينهما أى لقاءات إلا داخل سجن المزرعة .