السبب صادم.. أم تتجرد من مشاعرها وتخنق طفلتيها ثم تذهب للسوق

 صورة لايف

مع حلول صباح يوم 24 يونيو الماضي، خرج زوج "سمية" إلى عمله، وبقيت هي وطفلتاها فى المنزل، كذئب اختلى بفريستيه، اللتين كانتا تحلمان بحياة أفضل، استيقظت الطفلتان من نومهما، ذهبتا لوالدتهما عانقتها "جنا"، ثم تبعتها "ريتاج"، وقبلتا يدها التى ستنهي حياتهما، أنهت الأم كل شيء، قبل أن تضع محكمة جنايات شبرا اليوم، نهاية لواحدة من أبشع جرائم القتل في السنوات الأخيرة.
وصلت الخلافات إلى ذروتها بين "سمية" وزوجها، بعد 8 سنوات زواج، أثمرت الطفلتين "جنا وريتاج" 7 سنوات و6 سنوات، وطفل ثالث مات قبل أن يتم عامه الأول، حجتها كانت أنه لا ينفق على أطفاله بشكل يوفر لهم حياة كريمة، ويمنعها عن الاحتكاك بجاراتها، بينما حجته أنها لا تهتم بأطفالها ولا به شخصيا.
فشلت كل محاولات الأسرتين لرأب الصدع بين الزوجين، إلا أن "سمية"، أكملت مجبرة من أجل طفلتيها، حتى نفد صبرها فقررت التخلص منهما، حتى يتسنى لها العيش بعيدا عن زوجها.. هكذا خُيل لها، قبل أن تجد نفسها، اليوم الإثنين، ماثلة أمام محكمة جنايات شبرا، التي أصدرت قرارا بإحالتها للمفتي، لأخذ الرأي الشرعي فى إعدامها.
التحريات والتحقيقات التى جرت فى واقعة "سمية"، أكدت أن الخلافات الزوجية دبت بينها وزوجها منذ عام الزواج الأول، لم تقل حدتها مع قدوم جنا وريتاج، وفكرت فى الانتحار أكثر من مرة، لكن والدتها طالما نصحتها وتصدت لها.
استقر تفكير "سمية" على قتل الطفلتين خنقا، واحدة تلو الأخرى، كل منهما فى مكان منفصل، حتى لا ترى الثانية ما يحدث للأولى، فحملت "جنا" ودخلت بها إحدى الغرف، خاطبتها الطفلة "بحبك يا ماما.. مالك زعلانة ليه؟".. فجاءت الإجابة بفعل يتنافى مع الأمومة ورباط الدم، فأحكمت عليها قبضتها خنقا، وكتمت أنفاسها دون رحمة، وماتت "جنا".
هدأت "سمية" لبرهة، ثم خرجت لـ"ريتاج"، لمحت الطفلة ملامح والدتها، قالت الطفلة وهي تخطو آخر خطوات حياتها: "جنا فين يا ماما؟".. فكررت الأم ما فعلته بالأولى، وأحكمت قبضتها عليها، حتى خرجت روحها إلى بارئها، متسائلة.. بأي ذنب قُتلنا؟.
فكرت "القاتلة" فى طريقة تنتحر بها، عجزت عن إيجاد طريقة للتخلص من حياتها، فارتدت عباءتها وخرجت للسوق، كأن شيئا لم يكن، عادت من السوق وأطلقت صرخاتها مستغيثة بالجيران، وأدعت أنها فوجئت بما حدث لهما.
بداية اكتشاف الواقعة، كانت بإخطار ورد للجهات المختصة من المستشفى، بوصول الطفلتين، وبهما سحجات برقبتيهما وآثار تجمعات دموية أسفل الذقن والجلد وزرقة في الشفاه، وانتقلت النيابة لمناظرة جثمانيهما، وأمرت بالتشريح، وطلبت التحريات التى أكدت ارتكاب "سمية" الجريمة، بسبب سوء العلاقة بينها وبين زوجها.
وباشرت التحقيقات مع "سمية" والتى اعترفت بارتكاب الجريمة بسبب سوء العلاقة مع زوجها، وأمرت النيابة بحبسها على ذمة القضية، ثم أحالتها للمحاكمة الجنائية.
مثُلت "سمية"، الشهر الماضي، أمام محكمة جنايات شبرا الخيمة، برئاسة المستشار سامح عبدالحكم، الذي تلقى تقرير الطب النفسي حول "سمية"، وأكد التقرير أنها لا تعاني من أي ضلالات أو هلاوس من أي نوع أو سلوك هلوسي من حيث الزمان والمكان والأشخاص والمواقف، وذاكرتها سليمة للأحداث القريبة والبعيدة.
وبتاريخ اليوم الإثنين، مثلت "سمية" مجددا أمام المحكمة برئاسة المستشار سامح عبدالحكم، وعضوية المستشارين عبدالرحمن صفوت الحسيني، ومحمود خليل، بحضور شريف عز العرب رئيس النيابة، وأمانة سر أشرف حسن، وبعد انتهاء المرافعات، قررت المحكمة إحالتها للمفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامها، وحددت جلسة 27 ديسمبر المقبل، للنطق بالحكم.