“طينٌ ومطر”للكاتب محمد آيت علو

“طينٌ ومطر”للكاتب
“طينٌ ومطر”للكاتب محمد آيت علو

(1) غـمـوض:
الحقيقة... مخبأة،
خلف هدوء ملامح غجرية،
وصمت عينين زرقاوين،
وضحكة فاتنة رقيقة...

(2) ضـيـاع:
لم يبق من شوارع الليل،
مكان لم أتجول فيه...
العينان الزرقاوتان...
أخذتا كل مساحة الليل !
(3) ملامح:
تلك الملامح...
حين تمر بصمت...
تكسر جدار الصوت !
فتعانق الريح،
وتهدهد القلب الجريح...

(4)مـغـامـر:
أحب ولوج المجاهل،
أفنى في خضم البحار،
أفنى في خضم السواحل،
لدي كل الجسارة،
لأصعد لتلك القمم،
لا أخاف التردي...
لا أخاف التحدي، ولا الجسارة...،
لكن يستهلك الطريق مستقبلي.
(5)صـمــت:
أنا ما عدت أنبس ببنت شفة…
وما عدت قادرا
على أن أحاور...
فإن الذي في خيالي كثير..
كثير وكثير...
يدجن عنف السؤال المداور،
ولكنه...كيف يصمد قصر الرمال،
إذا ما علته المياه ؟!

(6)مـسـاحـة:
قلبي مساحة بحجم الكون  ...
كل المسافات تؤمه، لأنه،
مفترق للطرق...
ورغم ما يعج في عيون المارين،
الرامقين من وهــج،
يقابلهم دوما...
بأعصاب من ثلــج!

(7)بلبل:
بلبل ٌكان يأتي فيسعدني
بأنغامه السجيَهْ..
يشدو ويشدو ما شاءْ
يَطيرُ بي إلى الآفاق ِ
إلى أفنانٍ نَدِيَهْ..
دومًا، في كلِّ صَباحٍ
كانَ يَأْتي..لا تَسْأْلُوا...
من أين؟


لكنه كان يأتي...!
ينقر الخشب المتشقق...
فأُحِسُّ بِأَنَّهُ كانَ يَتَألمُ..
مِثْلِي كَانَ...
وينكسرُ البلْبُلُ من يَأْسِهِ هُنَاكْ....
أَلْمَحُهُ هُنَاكَ  مُبَلَّلًا بِالمطَر
أَلْمَحُنَا رُوحَيْنِ تَوْأَمَيْنِ...
مِثْلَ  الطِّينِ تَحْتَ المطَرِ
لِذلكَ كُنْتُ أَدْعُوهُ...
أدعوهُ: ــ كُنْ أيُّها البلبلُ صدري،
وصوتي،
واذهب إلى آخر السنوات،
حصاد الأماكن، والناس،
وارجع؛ لكي تخبر دمي..
أن هذي الخُطَى،لم تكن بدأ موتي...!ــ
كان يأتي...لست أدري...


من أين يأتي...؟
لكنه كان يأتي...
ومرة فاجأوه على غصن قلبي،
وكان صغيرا...
صغيرا... صغير...
وإذ أمسكوه بجناحيه الصغيرين
صحتُ: دعوني أطير!
فقد كان طيبا في صدره الحب،
والفرح البكر،مثل إطلالة الشمس،
لا يتقي السهم،لا يَتَّقِي الشراك...
ولا فِخَاخَ الصَّباح...
مبتعدًا... لا يخون،


مثلَ طائر غادر الليلوالطرقات على عجل،
بعد أن طالع الأرض بــأمنيات...
كسرت كل الجنون،حينما أُبْصِر...
كل مالا يراه المَدى، والعُيون...
وكانت له أرضُهُ،
وتلال الصهيل...وعيونهُ..
ما تشتَهِي أن تكون،
فهو أمضى السيوف،
وأوفى الأصدقاء،وأعلى الحُصُون.

(8)ســـؤال؟:
سألت الدَّرْبَ والقَلْبَ،متَى أَهدأ ؟
فأجابني: " عِنْدما يَنتهِي مسارك الَّذِي لمْ يَبْدَأْ