أزمة كبرى.. لماذا بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما سبب الخلاف ؟

أزمة كبرى.. لماذا
أزمة كبرى.. لماذا بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما سبب الخ

لا صوت يعلو فوق صوت الحرب.. هكذا يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهكذا فعل صباح اليوم عندما استيقظ العالم بأسره على أنباء سماع دوي انفجارات في أوكرانيا وبدء عملية عسكرية روسية في الأراضي الأوكرانية.

ما سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الازمة بين روسيا وأوكرانيا تعود لجذور تاريخية ومتأصلة منذ الدولة السلافية الشرقية المسماة «كييف روس»، وروسيا حتى الآن لا تجد أوكرانيا إلا امتداد تاريخي وجغرافي لها.

ويحمل تاريخ البلدين اتفاقات وانفصالات متعددة بين البلدين، من قبل إعلان الاتحاد السوفيتي، والذي تجد روسيا ان أوكرانيا لعبت سببًا أصيلًا في تفككه.

ميل أوكرانيا دائما نحو الغرب وعلاقاتها الوطيدة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة كان يشكل إزعاجًا للجارة روسيا التي وجدت في ذلك خطورة على أمنها واقتصادها خاصة بداية من فترة التسعينات التي عانت فيها روسيا اقتصاديًا بسبب الحرب في الشيشان.

وفي عام 2003 بدات أول ازمة كبيرة بين البلدين عندما أعلنت روسيا بشكل مفاجئ بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية، فيما اعتبرت أوكرانيا أن هذا الفعل تعسفي لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، ومن هنا بدأ التطو الحقيقي للأزمة الروسية الأوكرانية بشكلها الحديث.

وفي عام 2008 أخذت الازمة اتجاهًا آخر، بعد محاولة الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، ضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، لكن روسيا قابلت ذلك باحتجاج الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعلن بشكل واضح أن روسيا لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.

أوكرانيا لم تنجح في الانضمام للناتو بعد تدخلات المانيا وفرنسا لعدم خلق أزمات، لكنها استعاضت عن ذلك باتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع روسيا لتضييق الخناق علييها اقتصاديًا.

وفي اعقاب ذلك وبسبب اضطرابات سياسية في أوكرانيا عمدت روسيا غلى ضم جزيرة القرم الغنية بالثروات، وهو ما أثار ضجة عالمية منذ عام 2014.

لماذا ترفض روسيا انضمام أوكرانيا لـ الناتو

السبب الرئيسي للازمة الحالية، الرفض القاطع الروسي لانضمام أوكرانيا ضمن حلف الشمال الأطلسي الناتو.

وبدأ الرئيس فلاديمير بوتين منذ شهر ديسمبر عام 2021، بتوجيه رسائل للولايات المتحدة الأمريكية بشكل علني ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب، وسعى حثيثًا نحو ضم اوكرانيا.

وتعتبر روسيا انضمام اوكرانيا إلى حلف شمال الاطلسي مزعجًا لها ويمثل خطورة على أمنها وحدودها واقتصادها، بسبب تشاركية الحدود بين البلدين.

القلق الروسي سببه الفصل الخامس من اتفاقية «الناتو»، والذي ينص على انه في حالة أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجومًا على الحلف بأكمله، بمعنى أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا بعد ذلك سيضع روسيا في مواجهة مباشرة مع 27 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل تهديداته إلى افعال بعد نقل قواته العسكرية إلى اوكرانيا والتأهب لشن عملية عسكرية بداية من فبراير الجاري.

وبدأت الحرب

أفادت وكالة وكالة إنترفاكس صباح اليوم بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب.

وكان الرئيس الروسي قد أطلق عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أي تدخل أجنبي وأن روسيا سترد على الفور، ووصف التحركات الروسية بالدفاع عن النفس من التهديدات.

من جانبه قال زير الخارجية الأوكراني في اول رد فعل على تلك الهجمات حسبما نقلت وكالة رويترز: "بدأ بوتن للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. تتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات".

وأضاف كوليبا: "هذه حرب عدوانية. أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتن ويجب عليه ذلك. حان وقت العمل الآن".

الرئيس الأمريكي جو بايدن دخل على خط التطورات الحادثة اليوم، حيث هدد روسيا بالرد عن طريق التنسيق الفوري مع أعضاء حلف الأطلسي، لضمان رد قوي وموحد على التحركات الروسية.

وأوضح بايدن أن "روسيا وحدها هي المسؤولة عن الخسائر الكارثية للأرواح والمعاناة الإنسانية التي ستحدث".

وقال إنه سيراقب الوضع من البيت الأبيض، ويتلقى تحديثات منتظمة من فريقه للأمن القومي.

ويجد مراقبون أن الحرب الروسية الأوكرانية لن تقف عند حدود البلدين، بل إن لها تأثيرات عالمية على مستوى السياسة والتحالفات والاقتصاديات، فيما يشبه حرب عالمية ثالثة في الانتظار.