ألقتها في النيل.. حكاية مقتل طفلة رضيعة على يد والدتها والسبب صادم

ألقتها في النيل..
ألقتها في النيل.. حكاية مقتل طفلة رضيعة على يد والدتها والسب

صرخات عالية من طفلة رضيعة لم تتجاوز العامين من عمرها جذبت أنظار المارة، ونظرات تطلب الرحمة من والدتها، لكن غمامة المعاناة والألم التي عاشتها الأم مع زوجها، منعتها أن يرق قلبها لابنتها، لتلقي بها في نهر النيل، مشهد صراخ الطفلة وهي تسقط للأسفل لتبتلعها المياه وكأن شيئا لم يحدث، تقشعر له الأبدان، لكنه لم يؤثر في الأم التي انتزعت الحنان والرحمة من قلبها، كما شرعت في إلقاء الابنة الكبرى بعد شقيقتها، لكن كان للقدر كلمة أخرى وتتدخل العناية الإلهية، بعد أن تتشابك ملابسها في سور الكوبري خلال مرور طالب جامعي والذي أنقذها من قسوة الأم.


حياة سعيدة تلاحقها الأزمات

«إلهام» والدة الطفلتين، كان نصيبها من الزواج 3 مرات، لكنها لم تنجب سوى من زوجها «إبراهيم» ابنتيها «أمارة» التي تبلغ من العمر 8 أعوام، و«أمنية» لم تتجاوز العامين من عمرها، عاشا حياة زوجية سعيدة، حتى طرقت الخلافات بابهما، ليتبدل حالهما ولا يمر يوما بدون خلافات بينهما، تكاثرت الديون على الزوج، ولم يكن أمامه سوى ترك منزل الزوجية، والتوجه للإقامة في إحدى الشقق السكنية التابعة لوالد زوجته، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الخلافات لم تتركهما، خاصة في ظل عدم دفعه إيجار الشقة لوالدها، فضلا عن طلبه المستمر للمال من والدها، «كان عايز أبويا يصرف علينا».

فكرة الانتقام من الزوج

بعد الكثير من الخلافات والجدل، انفصل «إبراهيم» عن زوجته وهي في شهر الرابع من حملها الثاني، وتكاثرت عليها مصاريف ابنتيها، دون تدخل من الأب في تحمل أي نفقات، «مكنش معايا فلوس خالص أصرف على نفسي وعلى بناتي، ومكنتش قادرة أشتغل، وأبويا مكنش بيديني فلوس غير قليل خالص، ومكنش معايا حق الأكل ليا ولبناتي»، وكانت هذه المعاناة السبب الرئيسي في كره «إلهام» لزوجها، فروادتها فكرة شيطانية في الانتقام من زوجها، ومعاقبته على إهماله لابنتيه وعدم تحمل مسئوليتهما، لكنها لم تكن تعلم بأنها تعاقب نفسها أولا.

قرار بالتخلص من حياتها وطفلتيها

في الساعات الأولى من نهار أحد الأيام، اتجهت «إلهام» برفقة ابنتيها، من أجل شراء ملابس لهما، وخلال جلوسها في سيارة الأجرة، بدأت تفكر في كم المعاناة التي عاشتها خلال الفترة الماضية، لذلك قررت الاتجاه لمكان بعيد لا يعرفهن أحدا فيه، وإلقاء ابنتيها ونفسها في المياه، «عشان أتخلص من حياتنا ومن المعاناة اللي إحنا فيها»، وصلت الأم للمكان المراد، شاهدت سريان المياه من أسفل الكوبري، فكرت كثيرا في إنهاء الأمر، لكنها عزمت أمرها في التنفيذ، وقامت بإلقاء طفلتها الصغرى «أمنية»، شاهدتها ومياه النيل تحتضنها، دون رؤيتها مرة أخرى، شرعت في إلقاء الأخرى، لتنقذها العناية الإلهية، بتشابك ملابسها في السور الحديدي وإنقاذها من قسوة الأم.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي غرفة عمليات شرطة النجدة بمديرية أمن القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة قصر النيل، يفيد بإقدام المتهمة على إلقاء أطفالها في مياه النيل من أعلى الكوبري، وذلك للانتقام من طليقها، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، بعدما تحفّظ الأهالي على الأم وتم تسليمها لرجال المباحث، وتسليم الطفلة لدار رعاية لإيداعها فيها، كما استجوبت النيابة العامة الأم ووجهت لها تهمة القتل العمد لطفلتها والشروع في قتل ابنتها الكبرى.


السجن المشدد 15 عاما للأم

قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في عابدين، بمعاقبة المتهمة «إلهام» بقتل طفلتها ومحاولة قتل الثانية عن طريق إلقائهما في النيل من أعلى كوبري قصر النيل، للانتقام من طليقها، بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، واستقبلت المتهمة لحظة الحكم عليها بابتسامة على وجهها ثم تناولت المياه، غير مكترثة بما حدث.