حوار استثنائى يرسم خريطة المستقبل فى قمة التعليم التنفيذى بجامعة اسلسكا 2025
شهدت النسخة الثالثة من قمة التعليم التنفيذي التي تنظمها ESLSCA Egypt، حلقة نقاشية رفيعة المستوى جمعت كلًا من الدكتورة نادية العارف رئيس الجامعة، والسيد حسام هيبة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والدكتور محمد معيط عضو المجلس التنفيذي بصندوق النقد الدولي، وذلك وسط حضور وزاري وأكاديمي وتنفيذي رفيع المستوى.
ناقشت الجلسة التحولات المتسارعة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الإنسان وسوق العمل والاستثمار، وانعكاساتها على مستقبل المؤسسات والاقتصاد والتعليم التنفيذي.
وأكدت الدكتورة نادية العارف في كلمتها أن العالم يعيش أخطر مراحل الصراع بين الحقيقة والزيف في العصر الرقمي، موضحة أن الكذبة الرقمية المصنوعة باحتراف أصبحت أكثر انتشارًا من الحقيقة، في ظل تصاعد تقنيات “الديب فيك” والمعارك التي تُدار عبر المنصات الرقمية والذباب الإلكتروني. وشددت على أن العنصر البشري يظل “رمانة الميزان” في أي مؤسسة، محذّرة من الانشغال بالمظاهر على حساب الجوهر، ومن ثقافة الاكتفاء بالاستقرار ورفض التغيير.
ووصفَت العارف الذكاء الاصطناعي بأنه “زلزال رقمي تحولي”، لأنه يفتقر إلى الضمير والمشاعر الإنسانية، محذّرة من خطورة أن تتحول أخلاق البشر إلى خوارزميات باردة، مؤكدة أن العالم لا يحتاج فقط إلى مزيد من التكنولوجيا، بل إلى مزيد من الإنسانية داخل هذه التكنولوجيا، مع إبراز الدور المحوري للمرأة في إضفاء البعد الأخلاقي والإنساني على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المواقع القيادية.
من جانبه، أكد السيد حسام هيبة أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي أصبحا عنصرين أساسيين في تطوير بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات، مشددًا على أن الاستثمار في التكنولوجيا لم يعد خيارًا، بل ضرورة لتحسين كفاءة الأداء والخدمات. وأوضح أن مصر تمتلك قاعدة واعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل نحو 70 شركة في هذا القطاع عبر مكوناته المختلفة، بما يعكس فرصًا قوية للنمو والاستثمار.
وأضاف أن دور الهيئة العامة للاستثمار لا يقتصر على إجراءات تأسيس الشركات فقط، بل يمتد ليشمل الترويج للفرص الاستثمارية محليًا ودوليًا، ووضع السياسات الداعمة لجذب الاستثمارات، فضلًا عن إدارة وتنمية المناطق الحرة وتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة وآمنة للمستثمرين. كما كشف عن بدء توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر وتسهيل رحلة المستثمر من خلال المنصات الرقمية الذكية، بما يسهم في تسريع الإجراءات ورفع كفاءة اتخاذ القرار.
بدوره، أكد الدكتور محمد معيط أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أبرز التحديات والفرص أمام الدول الناشئة والأسواق النامية، موضحًا أن قدرة الدول على الاستفادة منه تتوقف على مدى جاهزيتها التشريعية والبنية التحتية الرقمية لديها. وأشار إلى أن طبيعة سوق العمل تمثل العامل الحاسم في حجم تأثير الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن تكون معدلات إحلال الوظائف الإدارية والمهنية أعلى في الدول مرتفعة الدخل مقارنة بالدول منخفضة الدخل التي تعتمد بدرجة أكبر على الوظائف اليدوية.
وأضاف معيط أن الصناعات الحديثة ستخلق وظائف جديدة داخل سلاسل قيمة مضافة مرتفعة، مؤكدًا أن نجاح الدول في تبنّي الذكاء الاصطناعي يرتبط بالاستثمار في رفع كفاءة الإنتاجية، وتعزيز الشراكة بين الدولة والقطاعين العام والخاص، وتوفير برامج تدريبية مواكبة لتحولات السوق، بما يضمن استيعاب التكنولوجيا دون الإضرار بالوظائف.
وتتولى الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة الرعاية الأدبية لقمة التعليم التنفيذي، دعمًا لدور “إسلسكا مصر” في أن تكون منصة إقليمية فاعلة للربط بين التعليم التنفيذي وتحولات الاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا.



