عيون تنتظر جوابًا..عائلات المفقودين في غزة تُحمِّل حماس مسؤولية تأخير الكشف عن المصير

تجلس عائلات المفقودين في غزة على حافة انتظارٍ لا تُحتمل. بعد اتفاق تهدئة جزئي تضمن مراحل لتبادل الأسرى وإعادة الجثث، باتت مطالبهم واضحة وبسيطة: لا تهرِبوا من تنفيذ بنود الاتفاق، وأخبرونا بالحقيقة عن مصير أولادنا. هذا النداء يتحول يوميًّا إلى صرخة موجوعة على أبواب مؤسسات وقادة حركة حماس، التي تتهمها بعض العائلات بالتلكؤ في تسليم رفات الضحايا ونشر قوائم الأسرى.
في الأيام الأخيرة سلَّمت حماس دفعات محدودة من الجثث إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأعلنت أسماء أربعة قتلى تعتزم تسليم رفاتهم. لكن ردود الفعل الإسرائيلية ولدى أُسر الضحايا كانت متباينة: فحص جنائي أشار إلى أن إحدى الجثث التي وصلت لا تطابق سجلات الأسرى، ما زاد من ارتباك وشكّ الأسر في مصداقية قوائم التسليم. هذه التجارب تُعمّق جراح العائلات التي تعيش حالة من الانقطاع لا تسمح بإجراءات الدفن ولا بإقامة حدادٍ منسجم مع طقوسهم.
أما عائلات المفقودين الفلسطينيين في غزة، فبينما تُطالب بحقّها في معرفة مصير أبنائها، تُعبِّر أيضًا عن خشيتها من أن يتحوّل ملف الأسرى والجثث إلى ورقة ابتزاز سياسية تُسهم في تأجيل فتح المعابر وإدخال المساعدات التي يحتاجونها. بعض المصادر الطبية والإنسانية تشير إلى صعوبات فنية لانتشال رفات من تحت ركام واسع في مناطق القتال، لكن هذه المبررات الفنية لا تخفف الألم ولا تُبرر غياب الشفافية في الإعلان عن قوائم المفقودين.
ممثلو منتديات العائلات ومحامون إنسانيون دعوا جميع الأطراف — بما في ذلك الوسطاء الدوليين — للضغط لضمان تنفيذ الاتفاق كاملًا وبلا تأخير، وطلبوا آليات مستقلة للتحقق من القوائم وتسليم الجثث وتوثيق حالات الأسرى. وفي مقدمة المطالب تكررت رسالة واحدة: حقّنا في المعرفة والدفن والحداد لا يُقايَض.
في هذه اللحظة الحاسمة، لا تبحث العائلات عن انتقامٍ أو فوزٍ سياسي؛ هي تطلب ضوءًا على مصير بشر كانوا جزءًا من بيوتهم. إن تأمين هذا الضوء — بنشر أسماء واضحة، بتسليم رفاتٍ قابلة للتعرف، وبآليات شفافة للتحقق — ليس إنجازًا سياسيًا فحسب، بل فعل إنساني يخفف عن قلوبٍ تنتظر جوابًا بسيطًا: أين أولادنا؟